طوارئ عند الأدبيين وأسئلة الرياضيات تخرج أولياء التلاميذ للتنديد لم تمر على ما يرام أجواء امتحان شهادة البكالوريا عند شعبة الأدبيين، فحالة من الخوف، والقلق، والإغماء، والبكاء، ووضع أوراق بيضاء دون إجابة هي أهم ما ميز سير امتحان مادة الرياضيات بعشرات المراكز، أين خرج المرشحون مذعورين من أسئلة المواضيع المقدمة، والتي فضلت فئة عريضة القول بأنها خارج المقرر الدراسي، وارتفعت حصيلة المغمى عليهم منذ الساعة الأولى من انطلاق الاختبار المصيري في حدود الثامنة ارتفعت إلى 320 حالة، كما غش في الامتحان 20مرشحا، معظمهم استعملوا طريق "البلوثوث" بالهاتف النقال. وعرف امتحان شهادة البكالوريا حالة من التوتر لبعض أولياء التلاميذ ممن وجدتهم جريدة "الوطني" خارج مراكز الامتحان لمواساة أبنائهم الممتحنين، وهي ظاهرة لم يسبق أن عهدت لها الامتحانات مثيل، ولدى تقربنا من الأولياء والمرشحين علمنا أن هذا الأمر كان لمواساة الأبناء الذين خرجوا مصدومين من الأسئلة المدرجة عند الأدبيين، وعلى عكس مرشحي شعبة العلوم التجريبية الذين تفاءلوا بسهولة المواضيع الامتحان، قاطع المئات الامتحانات على وجه الخصوص في شعبة الآداب والفلسفة، وارتفع معدل الغياب في ثاني يوم من الامتحان 933 مرشح، بينهم 111 نظامي ، وهو ما يبرر تنازل الأحرار عن إجراء الامتحانات المصيرية، ولم يتقبل عشرات الممتحنين الأسئلة المطروحة في تمارين الرياضيات، و ما فضل اختصاره المرشحون أن المواضيع جاءت خارج ما درسوه في الفصول الثلاثة، كسؤال التمرين الثاني من الموضوع الأول في الفقرة 1/أ قال بعض المرشحين وهم من متمدرسي ثانويات سويح الهواري، ومحمد عثمان الكبير، ومهاجي المختار، أنهم لم يسمعوا في حياتهم عن متتالية فيها الضرب، وما درسوه هو الأعداد السالبة والموجبة، وهو الأمر بالنسبة للمتطابقات الشهيرة، و"الأس 3" الذي لم يتم تدريسه لهم، باستثناء "الأس2"، هذه المعطيات كانت كافية في تسجيل إغماءات وبكاء في أوساط المرشحين بعد توزيع أوراق المواضيع، ولعل الظاهرة المسجلة في ثاني يوم من اختبار مادة الرياضيات أن يخرج المتمدرسون موقعين على تعهدات خاصة بوضع أوراق بيضاء دون إجابة، كما راح آخرون يدونون فقرة أو فقرتين تلقائيا، بعد أن تلقوا تنبيها من أساتذة أن وضعهم لأوراق بيضاء قد يكلفهم الحرمان من الإمتحان، وهو إجراء في أصله غير معمول به، بينما قد يكون ذلك تعاملا من قبل الحراس من أجل مساعدة المرشح على بدل جهد في الإجابة، والتركيز أكثر في المواضيع المطروحة، وإن يكن فإن آراء المرشحين في شعبة الآداب والفلفسفة كانت متشابهة بخمسة مراكز زارتها الوطني أمس، في حين سجلنا ارتياحا عند بعض مرشحي مركز واحد ببلدية أرزيو، وكان المرشحون قد استاءوا للأسئلة المطروحة، وأرجع بعضهم سبب صعوبة الأخيرة إلى نقائص التأطير طيلة الفصول الثلاثة، إذ تداركت مديرية التربية في الفصل الثاني والثالث نقص أساتذة الرياضيات . وأوضح مرشحون في البكالوريا أن استنجادهم بالدروس الخصوصية لم ينقذهم، بل وإن ما حدث قد يفسر حسبهم بإدراج الوزارة أسئلة خارج مقررهم الدراسي. هذا وشهدت العشرات من المراكز حالة طوارئ أمام سقوط 310 مرشحا لامتحان شهادة البكالوريا مغمى عليهم، لترتفع الحصيلة في اليوم الثاني إلى 510 حالة، فيما ارتفعت حصيلة الغشاشين إلى 25 مرشح. 20 حالة غش معظمها ب"البلوثوث" و320 حالة إغماء أجواء الامتحان من جهتها عند العلميين مرت عادية، ولو أن الجميع اتفقوا على طول المواضيع المقترحة. وتكاد أصابع الاتهام أن يتقاسمها الأساتذة، ووزارة التربية، إذ اتهم عدد من المرشحين أساتذتهم بتطبيق سياسة الحشو، في الفصل الثالث، مما يظهر أن عتبة الدروس التي كان الأساتذة قد عارضوها، لم تنفع حتى المرشحين في اجتياز شهادة البكالوريا، ولعل من المظاهر غير المألوفة في سير الامتحانات أن يخرج أولياء التلاميذ للتجمع أمام مراكز الامتحان، بعد أن تداول إلى مسامعهم خروج أبنائهم مصدومين من أسئلة الامتحان، حيث طالبوا وزارة التربية بتدارك ما سموه بالأخطاء في طرح الأسئلة والتحقيق في الدروس التي كانت تلقى على أبنائهم بمؤسساتهم التعليمية.