جدد الرئيس السوري بشار الأسد تمسكه بقيادة البلاد التي تشهد نزاعا مستمرا من أكثر من عامين معتبرا التنحي عن منصبه "خيانة وطنية" وذلك في مقابلة مع صحيفة ألمانية نشرت أمس. وقال الأسد "إذا كان قراري أن أترك في هذه الظروف فهي خيانة وطنية.. ولكن عندما يكون قرار الشعب أن تتخلى عن منصبك فهذا موضوع آخر" وذلك بحسب النص الذى نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية، للإشارة فقد رفض الرئيس السوري منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة له قبل أكثر من عامين التنحي عن منصبه وهو مطلب أساسي للمعارضة السورية والعديد من الدول الداعمة لها، وشدد الأسد على أن "الرئيس لديه مهمة بحسب الدستور ولديه فترة رئاسية تنتهى في العام 2014 عندما يكون البلد في أزمة تكون مهمات الرئيس أكبر وليست أقل فمن الطبيعي ألا تترك البلد خلال الأزمة"، وأجرت السلطات السورية في فيفري 2012 استفتاء على دستور جديد أبقى صلاحيات واسعة للرئيس وأتى التعديل في إطار إصلاحات وعدت السلطات بها في محاولة لتهدئة الاحتجاجات، ونفى الرئيس السوري استعانة الجيش السوري بحزب الله في المعارك الداخلية بسوريا، وقال "وسائل الإعلام تحاول تصوير أن حزب الله يقاتل لأن الجيش السوري ضعيف، إننا نحقق في الواقع منذ بضعة أشهر انتصارات كبيرة في مناطق مختلفة ربما تكون أكثر أهمية من القصير، لكن التقارير الإعلامية لم تتطرق إلى ذلك"، مؤكدا أن لا أحد يقاتل في تلك المناطق سوى الجيش السوري وأضاف: "هناك أيضا لجان شعبية تدافع مع الجيش عن مناطقها، وهذا هو أحد أسباب نجاحنا"، وعن دور حزب الله أوضح الأسد :"الإرهابيون بدأوا في قصف القرى القريبة من حزب الله على الحدود فكان حتميا أن يتدخل حزب الله مع الجيش السوري لإنهاء الفوضى"، وأضاف الأسد: "الجيش السوري جيش كبير ويستطيع الإيفاء بمهامه مع المواطنين السوريين في كافة المناطق ولو كنا نحتاج إلى مساعدة فعلا لكنا جلبنا قوات حزب الله إلى محيط دمشق، فمن المعروف أن هناك معارك على أطراف دمشق ودمشق أهم بكثير من القصير وحلب أهم أيضا من القصير وكل المدن الكبيرة كذلك"، وأوضح الأسد أن تلك الدعاية تهدف إلى أمرين "الأول إظهار أن حزب الله هو الذى يقوم بالمهمة، والثاني لإثارة الرأي الغربي والدولي ضد حزب الله"، وأكد الأسد أنه لا توجد أي وحدات قتالية لحزب الله في سوريا، موضحا أن الأمر يقتصر فقط على مقاتلين فرديين على الحدود حيث كان يتواجد "الإرهابيون" بالقرب من القصير، وقال: "هؤلاء المقاتلون دعموا الجيش السوري في عمليات التطهير على الحدود مع لبنان، قوات حزب الله منتشرة في اتجاه إسرائيل ولا يمكنها مغادرة جنوب لبنان"، في الشأن ذاته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات نشرت أمس إنه يجب ألا تضع المعارضة السورية أي شروط مسبقة لحضورها مؤتمر السلام المقترح من موسكو وواشنطن، ويتعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضغط في قمة مجموعة الثماني لتخفيف دعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد إلا أن تصريحات لافروف التي نشرت على موقع وزارة الخارجية على الإنترنت لا تشير إلى أي تغيير في موقف موسكو وهو أن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا للمحادثات الهادفة إلى إنهاء الصراع السوري.