قتلى في دمشق وحلب وقصف في حمص الأسد يحذّر الغرب من التدخّل المباشر في بلاده حذّر الرئيس السوري بشار الأسد من أن أوروبا "ستدفع الثمن" إذا أرسلت أسلحة إلى مقاتلي المعارضة السورية الذين يسعون للإطاحة به. قال الأسد في مقابلة أجرتها معه صحيفة فرانكفورتر ألغيميني تسايتونغ الألمانية، نشرت أمس (إذا أرسل الأوروبيون أسلحة (للمعارضة)، فإن الفِناء الخلفي لأوروبا سيصبح ساحة للإرهاب، وستدفع هي الثمن). ونقلت الصحيفة عن الأسد قوله في المقابلة التي أجريت معه في دمشق إن تزويد المعارضين بالسلاح سيصدّر الإرهاب إلى أوروبا، محذرا من أن من سماهم الإرهابيين سيكتسبون خبرة قتالية (وسيعودون بعقائد متطرفة). ورفض الاتهامات الأمريكية والبريطانية والفرنسية للجيش السوري باستخدام الغاز السام، وقال لو كان لدى باريس ولندن وواشنطن دليل واحد على هذه الادّعاءات لكانت قدمته إلى العالم. ودافع الأسد في المقابلة عن تعاونه مع روسيا وإيران، وعن الدعم الذي يقدمانه له باعتباره دعما مشروعا. وأكّد الأسد تمسكه بالبقاء في الرئاسة حتى انتخابات عام 2014، قائلا إنه (إذا كان قراري أن أترك في هذه الظروف فهي خيانة وطنية، لكن عندما يكون قرار الشعب أن تتخلى عن منصبك فهذا موضوع آخر). وجدد دعوة المعارضة إلى الحوار "من أجل الخروج من الأزمة ودفع الإرهابيين لإلقاء السلاح"، معربا عن أمله بأن (يكون مؤتمر جنيف محطة مهمة لدفع الحوار، وأن ينجح هذا المؤتمر بمنع تهريب السلاح والإرهابيين إلى سوريا). وحذّر الرئيس السوري من التدخل العسكري في بلاده قائلا إن الوضع سيكون أسوأ بكثير من التدخل غير المباشر ف (عندها سنرى انتشار التطرف والفوضى والتقسيم)، مشيرا إلى أن (فرنسا وبريطانيا تبحث عن رئيس يقول لهم حاضر دائما.. وهذا ما لم ولن يجدوه لا الآن ولا مستقبلا). وحذر الأسد (أن أي لعب بالحدود في هذه المنطقة يعني إعادة رسم خارطة لمناطق بعيدة جدا" قائلا إن (أي إعادة رسم للخريطة في المنطقة لا يستطيع أحد أن يعرف بعدها كيف سنكون.. لكن الأغلب أنها ستكون عبارة عن خريطة لحروب كثيرة بالشرق الأوسط لن يكون أحد قادرا على إيقافها من الأطلسي إلى الهادئ)، وأوضح أن (السبب الرئيسي في إطالة أمد الأزمة في سوريا يعود إلى العامل الخارجي الذي يسعى سياسيا وعسكريا لذلك)، وقال إن (التحدي الأكبر الذي يواجهنا سيكون فعليا بعد انتهاء الأزمة)، والذي يتمثل ب"الوقوف في وجه التطرف لأنه بات واضحا أن هناك انحرافا في مجتمعات المنطقة وابتعادا عن الاعتدال وخاصة في الجانب الديني). وحول قتال حزب الله في مدينة القصير قال الأسد إن (الإرهابيين بدأوا يضربون القرى الموالية لحزب الله على الحدود فكان لا بد من تدخل حزب الله مع الجيش السوري لإنهاء الفوضى)، مضيفا أن (الإعلام الآن يحاول أن يصور أن حزب الله كان يقاتل والجيش السوري هو جيش ضعيف لا يحقق أي انتصار)، وأضاف أنه (في الواقع نحن منذ عدة أشهر نحقق انتصارات كبيرة على الأرض في مناطق مختلفة وربما أهم من القصير ولا يتحدثون عنها)، رافضا ما يقال عن وجود "كتائب" لحزب الله في سوريا، وقال إن الحزب أرسل (عددا من المقاتلين على أطراف الحدود حيث يوجد إرهابيون في منطقة الحدود عند القصير وساعدوا الجيش السوري في عملية التنظيف على الحدود اللبنانية ولم يرسلوا قوات إلى داخل سوريا). ميدانيا، قتل عدد من جنود الجيش النظامي السوري عند مدخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق، بعد مقتل أكثر من خمسين جنديا بتفجير سيارة ملغومة شرق حلب، وبينما تواصلت الاشتباكات في مناطق أخرى أفاد ناشطون بنشوب حرائق بحي الوعر بمدينة حمص إثر قصف نفذته قوات النظام فجر أمس. وقال المركز الإعلامي السوري إن جنود القوات النظامية قتلوا في اشتباكات عنيفة بالمخيم الواقع جنوبي العاصمة، وذكرت المصادر أن قوات النظام قصفت بعد ذلك المخيم مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وجرح عشرات آخرين. من جهة أخرى، بث ناشطون صورا على الإنترنت للاشتباكات الدائرة بين قوات النظام والجيش الحر في أحياء العسالي والقدم في العاصمة السورية، وقال الناشطون إن الجيش الحر تصدى لقوات النظام وقتل منهم العشرات ودمر دبابتين واستولى على بعض الأسلحة.