اختار الروائي الجزائري، وسيني الأعرج فلسطين كمحطة استثنائية من أجل إطلاق روايته الأخيرة "مملكة الفراشة" وتحديدا متحف الشاعر الفلسطيني محمود درويش. وذلك بعد أن صدرت في الشهر الحالي بدبي في انتظار صدورها عن داري نشر بكل من بيروتوالجزائر. وأعرب الأعرج عن إعجابه بالأمسية الأدبية الحاشدة التي أقامها المتحف على شرفه، و قال إنها كانت "مدهشة من حيث الحضور واهتمامهم بالأدب رغم المشاكل اليومية التي يواجهها الناس تحت الاحتلال". وقال الأعرج إنه "يجب أن نتيح المجال لكتابات الأسرى كي تخرج من دائرة الضيق إلى العالم وليقرأ الناس شهاداتهم وتوتراتهم الداخلية. فالزمن يمر والناس يتعبون من القضايا المؤلمة، لكن هذه النصوص تبقى ويمكن توريثها للأجيال كي يعرف من يأتي بعدنا كيف صارت هذه التضحيات..". ويرى واسيني الأعرج في هذه البادرة، توجها رمزيا كي لا يشعر الأسرى بالعزلة، وليعرفوا "أننا لا ننساهم أبدا وأننا معهم في حالة إصغاء، حيث تتحول كتاباتهم إلى جسر يشركهم بالعالم". ويبين الكاتب الجزائري أن هذا النص الروائي، وإن بني على إيحاءات استندت للوضع الجزائري، إلا أنه يعبر أيضا عن ما يعيشه الإنسان العربي بحيث تصبح تأثيرات الحروب حقيقة مشتركة في هذه المنطقة. وعلى هامش زيارة الأعرج، ستحظى نخبة من الكتاب الفلسطينيين الصاعدين بفرصة للانخراط في ورشة عن كتابة الرواية، من أجل "تعليمهم أسس الإبداع على أصول أدبية وتقنية مرتبطة بأسس شكلية ككيفية كتابة الرواية ودور اللغة وتركيب الشخصيات فيها". معتبرا أن هذا النوع من الورش أتاحت للعديد من الكتاب الصاعدين فرصة تعلم الكتابة والإبداع في روايات مهمة وخاصة في فرنسا. وفي ذات السياق، كرمت حركة الشبيبة الفتحاوية في اقليم نابلس الاديب والروائي الجزائري الدكتور واسيين الاعرج، الذي نظم أمسية ثقافية تحت رعاية بلدية نابلس في ساحة مكتبة البلدية بمشاركة مئات المواطنين من المدينة. وقدم عضو قيادة شبيبة فتح رائد الدبعي واحمد جاروشة، منسق لجان الشبيبة الثانوية في اقليم نابلس درعا تقديريا وكوفية للروائي الجزائري تقديرا لابداعه الادبي ومواقفه الوطنية، حيث تبرع بريع روايته الاخيرة مملكة الفراشة في فلسطين لدعم الاسرى في سجون الاحتلال. وذكر الدبعي أن تكريم الروائي الكبير الذي يعتبر أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي والذي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، هو بمثابة رسالة محبة وتقدير من شبيبة فتح لمبدعي الجزائر التي فتحت ابوباها للثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها.