طالب سكان حي عبد الحليم بن سماية بالدويرات في ولاية البليدة السلطات المحلية والجهات الوصية بضرورة التكفل بانشغالاتهم والتدخل العاجل من أجل انتشالهم من أوضاعهم المزرية التي باتوا لا يطيقونها والتي تولدت عنها حالة من التذمر واليأس بفعل إحساسهم بالإقصاء والتهميش وعدم الالتفات إليهم، خصوصا وأنهم باتوا لا يتحملون أوضاعهم المزرية لوقت أطول من المدة التي قضوها تحت أسقف سكنات تكاد تنهار فوق رؤوسهم بعد أن اهترأت العديد من البنايات الأخرى المجاورة لها والتي تعود إلى فترة ما قبل الاستقلال، حيث لم تتمكن من الصمود أمام الظروف الطبيعة. تظل عديد العائلات بحي عبد الحليم بن سماية تحت وطأة هاجس انهيار السكنات العتيقة، في حين كادت بعض العائلات الأخرى أن تفقد أفرادا من عائلاتها بفعل التساقط المفاجئ للأسقف والجدران، ولا تنحصر قائمة مشاكل سكان حي عبد الحليم بن سماية في السكنات العتيقة والآيلة إلى الانهيار فقط وإنما تتعداه إلى الانتشار الفظيع للقمامة التي اجتاحت الحي نتيجة الرمي العشوائي للقاذورات من قبل بعض جيرانهم ممن ضربوا شروط النظافة عرض الحائط، حيث اتخذ السكان من أحد المنازل المهجورة والمنهارة جزئيا فضاء لرمي القمامة وسط ظروف صحية جد متردية لما تسببه من انتشار للحشرات والروائح الكريهة. كما يشتكي السكان أيضا من الطرقات المهترئة والتي أصبحت عبارة عن حفر تمتلىء بمياه الأمطار عند التساقط وتتناثر منها الأتربة والغبار المتطاير في صورة تعبر عن معاناة السكان التي لا تنتهي. سكان الأسطح والأقبية وسط مدينة مفتاح يهددون بالخروج إلى الشارع تتقاسم قرابة 10 عائلات تقطن بالأسطح والأقبية عمارات وسط مدينة مفتاح شرق ولاية البليدة، حالة مزرية وتزداد سوءا من يوم لآخر. حيث لم يتم ترحيلها رغم الوضعية الكارثية والمأساوية التي تعيشها منذ سنوات، لاسيما الوعود المتتالية التي قطعها المسؤولون عليهم. حيث كانت مجرد شعار لتهدئة السكان حسب تعبيرهم، و أعربت هذه العائلات عن مدى استيائهم وتذمرهم الشديدين من الوضعية التي يتخبطون فيها، في ظل سياسة اللامبالاة والإقصاء التي تنتهجها السلطات المعنية اتجاههم، وحسب السكان فإنهم يقطنون في تلك السكنات إلى أجل غير مسمى رغم علم السلطات المعنية بأوضاعهم إلا أنهم لا يحركون ساكنا، حيث يتفنن المسؤولون بالحجج لتهدئة أعصابهم، كما وعد المتضررون بالتصعيد ووصفوا وضعيتهم بالقنبلة الموقوتة مهددة بالانفجار في أي وقت، مؤكدين في سياق ذاته عزمهم خروج إلى الشارع للاحتجاج في حال تماطل المسؤولين وعدم استجابة لمطالبهم، كما عبروا عن عدم الاستعداد لاستقبال أي حجة منهم بما أنهم لم يوفوا بوعودهم من قبل، وأضاف هؤلاء الذين رفعوا شكاويهم إلى السلطات المعنية أنه لم يعد السكوت حلا، وأن ظروف العيش أصبحت لا تطاق خاصة في فصل الشتاء مما ينجر عنها تسرب المياه داخل البيوت التي ألحقت بهم أضرارا جسيمة سابقا، إضافة إلى كل هذا اشتكى المتضررون من انتشار الأمراض التنفسية كالربو وغيرها التي أصبحت تشكل هاجسا لهؤلاء، زيادة عن هذه المعاناة فالأوساخ التي تنتشر بينهم جلبت الحشرات الضارة والجرذان، وأضاف المحتجون أنه قد تم في العام الماضي تنصيب لجنة مكلفة بإحصاء المتضررين ولهم الأولوية في الاستفادة من السكن الجديد في أقرب الآجال ,وحسب كلام المحتجين أنهم قاموا بالتوجه مرارا إلى البلدية للاستفسار على وضعيتهم، خاصة وأن المسؤولين يتحججون بأن وضعيتهم محل دراسة وعلى وشك الانفراج، لكن السكان استاءوا لعدم تحديد المدة الزمنية للترحيل الذين حسبهم تشفي غليلهم.