طالبت العائلات القاطنة بأقبية وأسطح العمارات ببلدية الجزائر الوسطى من السلطات ترحيلها إلى سكناتهم الاجتماعية التي استفادوا منها منذ أكثر من سنة والمتواجدة على مستوى إقليم بلدية مفتاح بولاية البليدة، معبرين في نفس الوقت عن مدى استيائهم وتذمرهم من الوضعية التي يتجرعون مرارتها بإقامتهم في الأقبية والسطوح منذ أزيد من 20 سنة . جدّدت العائلات القاطنة بأقبية وأسطح العمارات ببلدية الجزائر الوسطى مطالبتها للمسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية، التدخل لأجل ترحيلها إلى سكنات لائقة، عوضا عن المساكن التي تعيش فيها حاليا والتي يرجع تاريخ بنائها إلى العهد الاستعماري مما جعلها عرضة للتشققات والتصدعات حيث أصبحت تنعدم بها أدنى الشروط المعيشية، واصفين ظروفهم بأنها مزرية بالنظر إلى حجم الوضع الكارثي من الناحية الفيزيولوجية و الإيكولوجية التي يتخبطون فيها، سواء في فصل الصيف أو الشتاء، بالإضافة إلى الرطوبة العالية التي يعايشونها بمساكنهم القديمة المتواجدة أغلبها بكل من شارع ديدوش مراد، سوسطارة، تليلملي، العربي بن مهيدي علي حريشاد وشارع طنجة . ويشير بعض السكان في حديث مع »صوت الأحرار« أنهم يواجهون متاعب كبيرة في دخول مياه الأمطار إلى ششقهم المدشنة فوق السطوح والتي أصبحت عاجزة عن مقاومة مختلف الظروف الطبيعية، التي زادت في معاناة السكان الذين يجدون أنفسهم مجبرين على قضاء ليالي بيضاء أثناء تساقط الأمطار خوفا من انهيارها، حيث تتسرب إليهم المياه عن طريق تلك الجدران الهشة ما يزيد من حجم معاناتهم. ويضيف هؤلاء أنه رغم الطلبات والمراسلات التي قام بها السكان إلى مسيري البلدية والمقاطعة الإدارية لسيدي أمحمد ، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، خاصة أن هذه الأقبية تنعدم فيها كل شروط الإقامة والحياة، حيث خلّف ذلك إصابة العديد منهم بالأمراض المزمنة، إذ لا تخلو عائلة من أحد أفرادها إلا وتجده مصابا بالربو والحساسية وغيرها من الأمراض الخطيرة حسب المتحدثين، إلى جانب الحساسية الجلدية التي احتار لأمرها السكان، حيث لم تعد تفيدهم لا الوصفات الطبية ولا التقليدية ، ناهيك عن الرطوبة التي ساهمت في انتشار مثل هذه الأمراض، وإلى جانب هذه المشاكل يضاف الانتشار الرهيب للجرذان والحشرات التي تتسبب في هلع دائم لدى هؤلاء السكان خاصة الأطفال. وأمام هذا عبّر قاطنو الأقبية وأسطح العمارات عن مدى استيائهم وتذمرهم من الوضعية التي يتجرعون مرارتها ، مطالبين في نفس الوقت بترحيلهم إلى سكناتهم التي استفادوا منها منذ أكثر من سنة ، خاصة بعدما لاحظوا في المدة الأخيرة ترحيل العائلات بالعاصمة إلى سكنات اجتماعية. يذكر في الأخير أن بلدية الجزائر الوسطى قامت بتخصيص برنامج سكني يتكون من 469 وحدة سكنية وجهت للعائلات القاطنة على مستوى أقبية وأسطح العمارات المتواجدة بالأحياء الشعبية التي تضمها البلدية، بغية القضاء على هذا المشكل الذي شوه محيط الجمالي للعاصمة.