تعيش العشرات من العائلات بحي القصديري دريوش بمدينة البليدة حالة مزرية وتزداد سوءا من يوم لأخر , حيث لم يتم ترحيلها رغم الوضعية الكارثية والمأساوية التي تعيشها منذ سنوات,لاسيما الوعود المتتالية التي قطعها المسؤولون عليهم, حيث كانت مجرد شعار لتهدئة السكان حسب تعبيرهم وفي حديثهم معنا ,أعربت العائلات عن مدى استياءهم وتذمرهم الشديدين من الوضعية التي يتخبطون فيها ,في ظل سياسة اللامبالاة والإقصاء التي تنتهجها السلطات المعنية اتجاههم ,وحسب بعض السكان فإنهم يقطنون في تلك السكنات إلى أجل غير مسمى رغم علم السلطات المعنية بأوضاعهم إلا أنهم لا يحركون ساكنا ,حيث يتفنن المسؤولون بالحجج لتهدئة أعصابهم ,كما وعد المتضررون بالتصعيد ووصفوا وضعيتهم بالقنبلة الموقوتة مهددة بالإنفجار في أي وقت , مؤكدين في سياق ذاته عزمهم خروج إلى الشارع للإحتجاج في حال تماطل المسؤولين وعدم استجابة لمطالبهم , كما عبروا لنا عن عدم استعداد لإستقبال أي حجة منهم بما أنهم لم يوفوا بوعودهم من قبل , كما أبدى السكان تخوفهم من تبعات الأمطار الفجائية التي باتت تهدد حياتهم يومية نظرا للبنايات الهشة التي تتقاسمها هذه العائلات غير بعيدة عن الأودية النائمة , وأضاف هؤلاء الذين رفعوا شكاويهم إلى السلطات المعنية أنه لم يعد السكوت حل ,وأن ظروف العيش أصبحت لا تطاق خاصة في فصل الشتاء مما ينجر عنها تسرب المياه داخل البيوت التي ألحقت بهم أضرارا جسيمة سابقا ,ناهيك عن مادة الغبار التي حولت الحي الى ورشة كبيرة من الغبار إضافة الى المياه القذرة التي غطت إرجاء هذا الحي المعروف بالكثافة السكانية ,إضافة إلى كل هذا اشتكى المتضررين من انتشار الأمراض التنفسية كالربو وغيرها التي أصبحت تشكل هاجس لهؤلاء ,زيادة عن هذه المعاناة فالأوساخ التي تنتشر بينهم جلبت الحشرات الضارة والجرذان , وأضاف المحتجون أنه قد تم في العام الماضي تنصيب لجنة مكلفة بإحصاء المتضررين ولهم الأولوية في الاستفادة من السكن الجديد في أقرب الأجال ,وحسب كلام المحتجون انهم قاموا بالتوجه مرارا إلى البلدية لاستفسار على وضعيتهم ,خاصة وأن المسؤولين يتحججون بأن وضعيتهم محل دراسة وعلى وشك الانفراج , لكن السكان استاؤوا لعدم تحديد المدة الزمنية للترحيل الذين حسبهم تشفي غليلهم.