يشتكي سكان قرى بلدية حاسي بونيف ، من جملة من المشاكل التي نغصت حياتهم اليومية، بحيث تكاد تشبه حياة المواطنين هنا بالحياة البدائية، فيما يبدو جليّا أنّ عجلة التّنمية توقفت هنا أو لم تنطلق من الأساس، بفعل الظّروف الكارثية التّي يتكبّدها الكثيرون والظّروف المعيشية الصّعبة التّي يتخبّطون فيها. في سياق ذي صلة تعاني المنطقة المذكورة سالفا، من العزلة بسبب انعدام وسائل النّقل، وصعوبة توفيرها من أجل التّنقل داخل الولاية ، وهو الأمر الذّي جعلها غير معروفة حتّى لبعض سكان وهران ، بل وأنّ الوصول إليها يتطلّب الاعتماد على سيارات الأجرة ، التّي تشترط مبالغ خيالية في غالب الأحيان بسبب عدم رغبة أصحاب السّيارات في التّوجه لمنطقة معزولة ، وهي الوضعية التّي تدفع بالكثيرين المجبرين على التّوجه لبلدية حاسي بونيف على الرّضوخ لمطالب أصحاب السّيارات وابتزازهم، ودفع مبلغ خيالي. مسالك ترابية تبحث عن تهيئة وفي نفس الإطار فإنّ جولة ميدانية قادت "المستقبل العربي" إلى المنطقة بينت الحالة الكارثية للطرقات جراء عدم تعبيدها وانتشار الحفر و المطبّات والتّشقّقات ، التّي توجب ضرورة برمجة مشروع ضخم مسالك وطرق المنطقة ، التّي لم تستفد من مشروع مهمّ واحد في هذا الإطار ، بينما لازال السّكان غارقين في الأوحال شتاء والغبار صيفا ، وإن كان الأمر مثيرا لاستياء والغريب في الأمر أنّه وفي الوقت الذّي استفادت فيه عدة مناطق بوهران من مشاريع للتّحسين الحضري ، كان من المفروض أن توجّه الولاية قسطا من هذه المشاريع للمناطق التّي تحتاجها ، فإنّ منطقة حاسي بونيف ظلت مقصاة من المشاريع وتركت تتخبّط في ريفيتها القاتلة. أزمة السكن الخانقة هاجس يؤرق قاطني البنايات الفوضوية وفيما يخص السّكن فإنّ أغلب منازل سكان البلدية عبارة عن سكنات فوضوية لم تحترم في الكثير منها معايير البناء ، بينما لازال البعض في انتظار الحصول على منحة السّكن الرّيفي ، التّي قيل أنّ توزيعها لا يعتمد على العدل أبدا فيما تشكّل حصة السّكن الاجتماعي المتوفرة في كلّ مرّة فرصة ذهبية يتراكض خلفها المئات ولا يحصل عليها إلاّ المحظوظون أو أصحاب المعارف ، والنفوذ حسب تصريحات بعض السّكان ، الذين اشتكوا من تجاهل الإدارة التّام لهم بحيث لا يتم استقبالهم ولا يسمع أحد من المسؤولين لانشغالاتهم ، وهي المشكلة التّي يتقاسمها كلّ سكان البلدية بلا استثناء. وفي هذا الصّدد فإنّ بعض المنازل بنفس المنطقة لا زالت تعتمد مادة الأميونت الخطرة نظرا لعدم تمكّن أصحابها من توفير المال اللاّزم لأجل تأمين الأسقف، وهي المادة التي من المفترض أنّها ممنوعة بسبب خطورتها والأمراض التّي يمكن أن تتسبّب فيها. الصّحة والتّعليم.. حالة كارثية ولتكتمل المعاناة فإنّ وضعية التّعليم والصّحة أيضا لا تسرّ بالمنطقة، بحيث يضطر التلاميذ لتكبد عناء التّنقل للبلدية الأم، لأجل مزاولة الدّراسة في الطّور الثّانوي، بينما تشكّل وضعية المؤسّسات التّعليمية الأخرى علامة استفهام كبيرة نظرا لوضعيتها السّيئة، وعن قطاع الصّحة فإنّ قاعة علاج تفتقر إلى الخدمات الطّب البسيطة، وعند الضّرورة يضطّر السكان إلى التنقل للولاية لتلقي العلاج. و يبقى أمل سكان منطقة حاسي بونيف ، من المسؤولين الالتفاتة لمنطقتهم التّي لازالت تعيش حقبة ما قبل الاستقلال الذّي لم يذق جيلها شيئا من التّحضر ولا من التّنمية، ومع ذلك لا يجدون آذانا صاغية بحيث رغم عديد الشّكاوى إلاّ أنّه لا حياة لمن تنادي.