على الرغم من التوسع العمراني وتزايد عدد سكان بلدية السحاولة بالعاصمة في السنوات الأخيرة، إلا أنها لا زالت تفتقد للكثير من المرافق الهامة والضرورية، حيث لازالت تتخبط في العديد من المشاكل التي تعب منها السكان، وعدم برمجة مشاريع تنموية بغية النهوض بالمستوى المعيشي للسكان. لا مرافق عمومية ولا تثقيفية تحدّث سكان بلدية السحاولة عن مشكلة العزلة والتهميش المفروضة عليهم ومن سياسة الإقصاء واللامبالاة التي تنتهجها السلطات البلدية في حقهم، بالنظر إلى موضوع التنمية التي تعتبر غائبة عن أحيائهم منذ سنوات، حيث عبّر سكان منطقة أولاد بلحاج، السوايح وحي البلوطة، أنهم خارج نطاق التنمية منذ مدة طويلة، إذ يفتقرون إلى جميع المرافق الضرورية، غير أنهم ركزوا على التهيئة وطالبوا بضرورة إدراج الحي ضمن أجندة التنمية السنوية للقضاء على مختلف النقائص. كما يشتكي شباب المنطقة من النقص الفادح المسجل على مستوى المرافق الخاصة بهم للترفيه عنهم، مما جعل القاطنين بالسحاولة يعانون من التهميش والعزلة، الذي أثّر سلبا على سلوك بعض الشباب القاطن بذات البلدية، كما استاء البعض الآخر من نقص الملاعب الجوارية، وأماكن للترفيه ودار للشباب، حيث توجد واحدة يعتبرونها مهملة حيث أنهم لا يستفيدون من أنشطتها فهي لا تتضمن أي برنامج، وهو ما يعمل على توجه الكثير منهم إلى البلديات الأقرب على غرار بئر خادم، بئر مراد رايس للتنفيس عن أنفسهم من ضغوطات الحياة اليومية، وتفريغ طاقاتهم البدنية من خلال ممارسة مختلف هواياتهم بالمرافق المتوفرة هناك. تدهور معظم محطات النقل بالبلدية أشار بعض المواطنين أن البلدية تنعدم بها محطة نقل المسافرين بأتم معنى الكلمة، رغم أنها ضرورية لتنظيم حركة النقل بالمنطقة التي تغرق في الفوضى، سواء محطة السحاولة الموجودة بوسط البلدية، أو الموجودة أمام السوق البلدي، حيث ساهم سوء التنظيم بالمحطة في انتشار المواقف العشوائية، ما يجعل الناقلين يضطرون إلى ركن الحافلات على حافة الطرقات ووسط الأحياء بطريقة عشوائية، الأمر الذي جعل الطريق الرئيس يغرق في الازدحام لساعات ويتحول إلى نقطة سوداء أثارت استياء المواطنين يوميا. وجدّد سكان بلدية السحاولة مطالبهم للسلطات المحلية من أجل الإسراع في تهيئة محطة المسافرين الموجودة على مستوى البلدية، وبالتالي إنهاء معاناة المواطنين من هذه الوضعية الكارثية التي توجد عليها المحطة منذ سنوات عديدة، فلا طرقات معبّدة بالمحطة، ولا أرصفة ولا حتى كراسي للجلوس وأماكن للانتظار، إلى درجة أنها أصبحت محطة شبه مهجورة من دون أمن ولا مرافق، وما زاد الطين بلة، النقص الفادح المسجل على مستوى وسائل النقل الأمر الذي يضطرهم للانتظار لساعات طويلة متحملين بذلك معاناة الانتظار في ظل غياب الموقف الخاص بهم. مشكلة الماء والطريق أرهقت سكان حي سعيد حجار الفوضوي أعرب سكان حي سعيد حجار الفوضوي عن استيائهم وتذمرهم الشديدين، جراء الوضعية المزرية التي آلت إليها ظروفهم المعيشية والتي يتخبطون فيها منذ أكثر من 15 سنة، خاصة وأن الحي يفتقر لأدنى متطلبات الحياة الكريمة التي يحتاجها المواطن. وقد كان أمل السكان خلال السنة الماضية كبيرا في تحسين الظروف القاهرة التي يتخبطون فيها، بعدما تم تنصيب شبكة الكهرباء بالحي، بعد جملة الشكاوى التي رفعوها للسلطات المحلية لكن الأوضاع بقيت على حالها، ولم يسجل أي جديد بشأن توفير المرافق الهامة مثل الماء الذي يقومون بجلبه بملأ البراميل من عند احد المواطنين الذي يسمح لهم بملئها، وأحيانا يقومون بشراء صهاريج المياه خاصة في فصل الصيف نظرا للحاجة الملحة لهده المادة الضرورية، وتزيد معاناتهم بسبب حالة الطريق المتدهورة غير المستوية وغير المعبدة المؤدية للحي، التي تتجلى صورتها خلال تعطيل مركبات وسيارات المواطنين، الذين يجدون صعوبة في اجتياز هذه المسالك وهو الأمر الذي زاد من تعب الاطفال، حيث يزداد الوضع تعقيدا خلال فصل الشتاء أين تتجمع المياه المتساقطة مشكلة بذلك بركا ومستنقعات تزيد من معاناتهم من كثرة الاوحال والبرك المائية، مرورا بأحد الاودية الحاملة لمياه الصرف الصحي، مارين على الحجارة التي من المحتمل ان تسقط اي طفل في الوادي القذر، وهذا ما جعلهم ينتهجون مسلكا آخر للهروب من الوحل والانزلاقات، ليقعوا في مشكلة التأخر اليومي عن المدرسة، حيث يجبر الاولياء يوميا للنهوض باكرا من أجل مرافقة أبنائهم إلى غاية أبواب المدارس، خوفا عليهم من التنقل لوحدهم في ظل انتشار المنحرفين. إضافة إلى انتشار النفايات التي تعود عليهم بمختلف الامراض المزمنة وانتشار الحيوانات الضالة والجرذان والحشرات، وأضاف محدثونا القاطنون بحي سعيد حجار أنهم طالبوا في العديد من المرات من السلطات المحلية بتهيئة الطرقات إلا أنهم لم يتلقوا أي ردود، والحي لا يزال في طابور الانتظار. تذبذب في التزود بالماء.. وانقطاعات في الكهرباء من بين أولى انشغالات سكان حي بلمرجة محمود المعروف ب«المريجة»، التي أدت إلى الوضعية السيئة التي يعيشونها منذ مدة طويلة هو الماء الملوث ذو الرائحة الكريهة، ومشكلة الانقطاع المتكرر للماء الشروب، الوضع الذي جعلهم يتكبدون خسائر كبيرة خصوصا في الآونة الأخيرة إزاء التذبذب الحاصل في عملية التزود بالمياه الصالحة للشرب والانقطاعات المتكررة له. فحسب تصريحات العائلات القاطنة بحي مريجة، يضطر أولادهم الصغار إلى قطع مسافات طويلة محملين بالدلاء من أجل توفير الماء الشروب، بعد أن جفت حنفياتهم وأصبح لزاما عليهم تولي هذه المهمة الشاقة على حساب راحتهم وتحصيلهم الدراسي للظفر بالمياه الصالحة للشرب والاستهلاك، كما أن انقطاع المياه والذي غالبا ما يستمر أسابيع طويلة، جعل جلب الماء الشروب أو شراء قارورات المياه المعدنية ضرورة لا بد منها ولا بديل عنها رغم تكلفتها، وهو واقع مزرٍ أصبح لا يُطاق خاصة في فصل الصيف الفارط، والذي عرف ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة، فغياب الماء عن الحنفيات لمدة، أصبح وضعا مزعجا للغاية خلال هذا الفصل الحار، نظرا لارتفاع نسبة استهلاك هذه المادة الحيوية. بالإضافة إلى مشكلة انقطاع الكهرباء، فغالبا ما يقطع التوصيل بالكهرباء لساعات طويلة وأحيانا لأيام عن جل سكان الحي والتي تستبدل بالشموع وهو الوضع الذي تسبّب، حسب تعبيرهم، في حدوث العديد من المشاكل، على رأسها مشكلة تعطل بعض الأجهزة الكهرومنزلية كالتلفاز، الثلاجة، آلة الخياطة والغسالة، كما يوجد بالحي عدة مؤسسات صغيرة للنجارة والحدادة وغيرها، وقد اشتكى أصحابها من الانقطاعات التي تكلفهم في كل مرة خسائر معتبرة وتعطل أشغالهم، وحسب البعض ممن تحدثوا إلينا، فإن هذه المشكلة راجعة إلى نقص المولدات الكهربائية وقدم الشبكة التي يقابلها تضاعف سكاني وظهور أحياء جديدة أخرى، كما أشار سكان حي بلمرجة محمود في سياق حديثهم إلى مشاكل أخرى، خاصة فيما يتعلق بالإنارة العمومية والتي يفتقر إليها الحي، حيث عبّروا في هذا السياق عن مخاوفهم من الاعتداءات المتتالية التي باتت تهدّد سلامة السكان. طرقات متدهورة تنتظر التعبيد حالة طرقات الحي والتي أقل ما يقال عنها أنها كارثية، هي الأخرى أحد المطالب التي يرفعها سكان الحي للجهات المعنية، فهي تعرف حالة متقدمة من التدهور، إذ لم يعد هناك أثر للزفت بها، كما أن العدد الكبير للحفر الموزعة على مستوى هذه الطرقات، تسبّب في إعاقة حركة المرور ونشوب ملاسنات تؤدي أحيانا إلى مشاجرات بين أصحاب السيارات بسبب اختناقات السير التي تحدثها الحالة المتدهورة للطرقات، حيث يضطر السائقون للمرور بحذر شديد ما يسبّب غضب البعض، كما أن الوضعية السيئة للطرقات تضاعف معاناة التلاميذ وكبار السن في اتخاذ مسالك أخرى بعيدا عن الوحل والبرك خاصة في هذا الفصل. السكان يطالبون بإنجاز أسواق جوارية تتوفر البلدية على سوق وحيد لا يلبي حاجة القاطنين اليومية، ناهيك عن بعده عن العديد من الأحياء التي يضطر قاطنوها إلى التسوق من البلديات المجاورة، حيث أكد السكان الذين تحدثوا إلينا أن السوق صغير تعمه الفوضى ولا يلبي حاجات السكان اليومية، لذلك لابد من توسيعه، على حد تعبيرهم، وتوفير الأسواق الجوارية بعدة أحياء. تلاميذ يزاولون دراستهم في ظروف صعبة يعاني تلاميذ حي أولاد بلحاج ببلدية السحاولة من نقص كبير في النقل المدرسي، ما زاد من صعوبة تنقل أبنائهم إلى المدارس، فعلى الرغم من توفر ثلاث حافلات لنقل التلاميذ على مستوى البلدية، إلا أنها لا تقدر على استيعاب العدد الهائل لأبناء المنطقة، حيث يجبر البقية يوميا على النهوض باكرا من أجل الالتحاق بمدارسهم في موعدها، وفي الكثير من الأحيان يلجأ الأولياء إلى كراء سيارات أجرة لنقل أبنائهم، وهي تكاليف هم في غنى عنها، بسبب الظروف المالية المتدهورة للسكان. سكان الأحواش زادوا الأمر تعقيدا تُعاني البلدية من مشكلة انتشار عشرات الأحواش والبيوت القصديرية، منذ فترة التسعينيات وإلى غاية اليوم، إذ تعيش العائلات القاطنة بها أوضاعا مزرية، حيث اشتكى سكانها من هشاشة منازلهم التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية وطالبوا بضرورة ترحيلهم أو تسوية وضعيتهم من خلال منحهم عقود الملكية، من أجل الاستفادة من ترميمات لوضع حد لتسربات مياه الأمطار، كما تعاني هذه الأحواش من صعوبة توفير قارورات غاز البوتان التي يجلبونها من مسافات بعيدة وإيصالها لبيوتهم، ونفس المشكلة بالنسبة للماء الشروب، وهم ينتظرون ترحيلهم إلى بيوت لائقة في إطار برنامج رئيس الجمهورية وولاية الجزائر، كما تعاني المزرعة من الانتشار العشوائي للنفايات المنزلية، حيث تحوّلت إلى شبه مفرغة عمومية، بحيث لا تتوفر لديهم حاويات القمامة ما دفع بالسكان إلى رميها بطريقة عشوائية والنتيجة تراكم القمامة، التي أصبحت مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات اللاسعة والجرذان، حيث أكد البعض أنهم عانوا من تكاثر الباعوض خلال الصيف المنصرم ولم تفلح حتى المبيدات الحشرية التي تقوم مصالح البلدية برشها في القضاء عليه، لذلك طالبوا بضرورة جمعها وتوفير الحاويات الكافية، وتوصيلهم بشبكة الإنارة العمومية. أصبحت هذه العراقيل تشكّل هاجسا بالنسبة للسكان الذين سئموا من هذه الوضعية، وهو ما جعل سكان السحاولة يطالبون السلطات بالتحرك لتحسين واقع التنمية المحلية بالمنطقة، عبر برمجة عدة مشاريع تساهم في تطويرها وتعود بالفائدة على سكانها