يعيش سكان المقرية شرق العاصمة، حياة صعبة، جراء غياب أدنى المرافق الضرورية التي يحتاجون إليها، مما جعلهم يشتكون من العزلة والتهميش مناشدين السلطات المحلية وحتى الولائية التدخل لوضع حد لمعاناتهم التي يتكبدونها منذ سنوات ورفع الغبن من خلال إنجاز مشاريع تنموية التي من شأنها تحسين مستواهم المعيشي . وقد أبدت العائلات المقيمة بالمنطقة، استيائها الشديد من السلطات الوصية إزاء انتهاجها لسياسية "اللامبالاة" اتجاه انشغالاتهم مؤكدين أنهم قاموا بتقديم عدة شكاوي إلى المسؤولين من أجل التدخل وتسجيلهم ضمن البلديات المنكوبة والتي هي بحاجة ماسة إلى مشاريع تنموية لكن لا حياة لمن تنادي، فحسب السكان الوضع يزداد تدهورا في ظل افتقارهم إلى أدنى متطلبات العيش الكريم، حيث مازالوا يعيشون حياة لا تمد بصلة إلى وقتنا الحالي بالرغم من وقوع المنطقة بقلب العاصمة ورغم أنها تأوي أكثر من 35 ألف نسمة، غير أنها بعيدة عن اهتمام المسؤولين الذين لم يجدوا سوى الصمت كرد على انشغالات هؤلاء السكان على حد تعبيرهم. السكن.... النقطة السوداء بالبلديةأول ما استهل به السكان سلسلة شكاويهم الوضعية المزرية التي آلت إليها سكناتهم، والتي أصبحت تشهد حالة جد متدهورة نظرا للتصدعات والتشققات التي أضحت تميز معظم بنايات المنطقة، ضف إلى ذلك مشكل الرطوبة، الأمر الذي تسبب في إصابة العديد من السكان بمختلف الأمراض المزمنة والربو خاصة لدى الأطفال وفي هذا السياق أبدى سكان حي لارماف استيائهم من الوضعية الكارثية الذي آلت إليها سكناتهم، ناهيك عن مشكل ضيق المساكن حيث لا تزال عائلات تتكون من سبعة أشخاص تتقاسم منزل متكون من غرفتين كذلك بالنسبة لحي المنظر الجميل الذي يعاني سكانه من نفس المشاكل، كما أبدى السكان قلقهم من الانتشار الوسع للبنايات الفوضوية التي هي في تزايد أمام أعين المسؤولين حسب السكان، الذين لم يتخذوا أي إجراء للإيقاف مثل هذه المأساة، التي ستعمل على تعقيد الوضع أمام السكان الأصلين الذين لم يضفروا بسكن رغم طلباتهم التي وضعت منذ أمد وحتى البلدية نفسها والتي سجلت أكثر من 3000 طلب سكن منها الاجتماعية وحتى التساهمية. الطرق مهترئة والإنارة غائبةأول ما يلفت انتباه الزائر إلى البلدية هي الوضعية التي تعرفها الطرقات والتي تساهم بالدرجة الأولى في عرقلة حركة السير لدى الراجلين وحتى أصحاب المركبات الذين لم يجدوا حلا سوى ركن سيارتهم والسير على الأقدام، وحسب السكان أن هذه الوضعية تزداد تدهورا خلال فصل الشتاء حيث تتحول إلى مستنقعات وبرك واسعة العمق لا تجف إلا بعد أيام أو أسابيع، الأمر الذي يصعب في اجتياز هذه المسالك خاصة الرئيسة منها، وقد أكد السكان أن البلدية لم تقم بأي عملية تهيئة أو تزفيت هذا ما جعل المنطقة تعيش عزلة عن البلديات المجاورة خاصة في غياب وسائل النقل، أين يضطر السكان الوقوف لساعات طويلة من أجل الظفر بمكان في حافلات البلديات المجاورة. كما لا تزال الكثير من أحياء البلدية تشتكي من غياب الإنارة العمومية التي أضحت من أهم انشغالات سكانها لا سيما مع الإعتدءات اليومية التي أصبحوا يتعرضون لها مع أول وهلة للظلام، الأمر الذي ساعد في انتشار مختلف الأوبئة الاجتماعية التي زادت في تذمر وامتعاض السكان الذين لا حول ولا قوة لهم.كما يواجه سكان البلدية خطر الانتشار الرهيب للنفايات المنزلية والمتراكمة على كافة أرجاء الأحياء التي أصبحت تظهر بشكل مزابل عمومية، وهذا ما يتسبب في انبعاث الروائح الكريهة مع انتشار البعوض والجرذان الذي انعكس سلبا على وجه المنطقة خاصة بالنسبة للأحياء الرئيسية، هذا الأمر بات مصدر قلق وإزعاج عند السكان الذين رفعوا الكثير من الشكاوي لانتشالهم من المياه القذرة التي غزت معظم الأحياء، وشوّهت الصورة الخارجية للمحيط من خلال وضع استراتيجية محكمة يمكن أن تتكفل بجمع النفايات بصفة دورية منتظمة. الماء هاجس آخر يؤرق السكان عبر سكان البلدية عن تذمرهم الكبير من تعقد أزمة الماء الأمر الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق مع معاناة حقيقة خاصة مع الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة.حيث يواجه العديد من سكان أحياء البلدية كحي "لاسيلا" حي 130 مسكن وغيرها من الأحياء مشاكل عدة، في ظل غياب هذه المادة الحيوية، مشيرين في ذات السياق أن حياتهم أصبحت مقترنة بالحصول على هذه المادة التي تزداد الحاجة إليها في هذا الموسم، وفي هذا السياق أكد سكان حي 130 مسكن، كما أضاف السكان وفي سياق آخر مشكل نقص الخدمات الصحية التي أصبحت ترهق السكان خاصة بالنسبة للمرضى المصابين بالأمراض المزمنة التي تتطلب علاجهم في الحين.وفي ظل هذه المعاناة التي يتكبدها هؤلاء، ناشد سكان البلدية بتدخل المسؤولين باختلاف درجاتهم للحد من الأوضاع المزرية التي يعيشونها، في ظل غياب أهم المرافق الضرورية كالماء، النقل، الطرقات ناهيك عن غياب المرافق الخدماتية كالتربية والصحة، خاصة وأن البلدية تعرف تزايد في عدد سكانها. البلدية ترد على انشغالات المواطنينمن جهتهم مسؤولو البلدية وكرد عن انشغالات المواطنين، أكدوا أن البلدية تستفيد من ميزانية ضعيفة والمقدرة ب 7 مليار و 600 مليون سنتيم، مجملها مخصص للمصاريف الإجبارية كأجور العمال والتي تأخذ نسبة 80 بالمائة، من الميزانية العامة، أما الباقي فقد يتم توزيعه على بعض المرافق الضرورية، كما أكد ذات المتحدث على أن البلدية تعاني من مشكل، والمتمثل في نقص العقار الذي بات عائقا يقف أمام تفعيل عجلة التنمية بالمنطقة.