تعيش الساحة المصرية حالة توتر حيث دعت جماعة الاخوان المسلمين إلى تظاهرات جديدة لدعم الرئيس المخلوع محمد مرسي غداة أعمال عنف أسفرت عن سقوط ثلاثين قتيلا على الأقل في جميع أنحاء البلاد، وأعلن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في بيان له أن أعضاءه ومناصريه باقون في الميادين حتى إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى موقعه. وجاء في البيان أن الحزب "يرحب.. بالاستجابة العظيمة لملايين المصريين الذين احتشدوا في كافة محافظات مصر بتظاهرات سلمية هائلة يعبرون فيها عن رفضهم القاطع للانقلاب العسكري الغاشم و يطالبون بعودة الرئيس محمد مرسي"، وتابع أن الحزب يؤكد "أنه سيظل بكافه أعضائه و مناصريه وسط الجموع الغفيرة في الميادين حتى عودة الرئيس إلى مكتبه لممارسة مسؤولياته"، وطالب البيان أنصار الحزب بالتزام السلمية وعدم الانجرار إلى العنف كما طالب القوات المسلحة بالوفاء بحماية المتظاهرين السلميين ومنع أعمال البلطجة، وكانت وكالة الشرق الأوسط المصرية سبق وأن نقلت عن مصادر أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين خيرت الشاطر وذلك تنفيذا لقرار ضبطه وإحضاره الصادر من النيابة العامة، وأعلنت السلطات المصرية مساء أمس الأول اعتقال الزعيم السلفي حازم أبو إسماعيل وشقيقه أثناء عودتهما من مظاهرات رابعة العدوية إلى منزل ابو اسماعيل في حي الدقي وذلك تنفيذا لقرار نيابة قسم الجيزة، في السياق حزب اعتبر رئيس لجنة حزب الوفد المصري في الولاياتالمتحدة ماجد نور أن الأحداث الأخيرة تسببت في ارتباك خطط الولاياتالمتحدة لزرع الإخوان المسلمين والإسلام المتشدد في مصر، ونفى في تصريح له أن تكون المعارضة المصرية تريد حكم العسكر في البلاد، وشدد على أن جميع القوى المعارضة تتفق على ضرورة إجراء انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، في السياق نفسه نفى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية ما يتردَد عن وجود ضغط من قادة الجيوش الميدانية على قائدهم العام ووزير الدفاع والإنتاج الحربي عبدالفتاح السيسي لسحب بيانه الخاص بخريطة المستقبل و"استعادة نظام الرئيس المعزول محمد مرسي لتجنب الحرب الأهلية"، وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة على صفحته بموقع "فيسبوك" بما يتعلق بالضغط على السيسي: إنَّه "لا صحة لهذه الشائعات شكلاً وموضوعًا وتأتي في إطار العمليات المستمرة لنشر الشائعات والأكاذيب كأحد وسائل حرب المعلومات الممنهجة والموجهة ضد القوات المسلحة بهدف شق صفها" وشدَد الناطق الرسمي على أنَ الإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة نحو مظاهرات 30 جوان "جاءت لتحقق مطالب الشعب المصري وطموحاته المشروعة"، وحول ما يتردَد عن وجود اعتقالات قال الناطق الرسمي: "لا صحة لهذه المعلومات شكلا وموضوعا حيث إنَه منذ ثورة 30 جوان المجيدة، لم تقم القوات المسلحة المصرية باعتقال أو حبس أي شخص في مصر لأسباب سياسية أو غيرها وذلك على ضوء عدم اختصاصها بذات الشأن" ، ولقي 30 شخصا على الأقل حتفهم وأصيب أكثر من ألف آخرين بجروح بعد أن خرج الإسلاميون الغاضبون من تدخل الجيش لعزل الرئيس محمد مرسي إلى الشوارع لصب جام غضبهم على ما يصفونه بالانقلاب العسكري، وسقط القتلى والجرحى بعد أن دعت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي إلى احتجاجات "جمعة الرفض" في شتى أنحاء البلاد وحاولت حشد أنصارها عند دار الحرس الجمهوري التي يحتجز فيها الرئيس السابق، وشهدت مدينة الاسكندرية أكثر الاشتباكات عنفا إذ سقط فيها 14 قتيلا و200 مصاب، واستغرق الأمر ساعات لاستعادة الهدوء.