استمتع عشاق الفن الرابع سهرة أمس الأول بالمسرح الوطني محي الدين باشطرزي بالجزائر العاصمة بعرض مسرحي يحمل عنوان " العرضة" للمخرج فوزي بن ابراهيم فيما اقتباس النص لمحمد الطيب دهيمي عن الكتاب الشهير "الملك يموت" للكاتب ليوجين يونيسكو ومن انتاج المسرح الجهوي لقسنطينة . وتدور أحداث المسرحية حول الموت هذا النفس الخافت الصامت الذي نخشاه ويجعلنا كعقارب الساعة نتذبذب كل ما فقدنا الوعي بالوقت. ويروي العرض، بقليل من التصرف والتعديل عن النص الأصلي، قصة ملك يعيش اخر لحظات حياته في مملكة تحتضر. وبخصوص العرض افاد المؤلف الطيب دهيمي، في تصريح له، أن بعد العروض تدرج ضمن السهرات المبرمجة في اطار البرنامج الخاص بشهر رمضان، التي قدمت بالشرق الجزائري والتي ستختتم غدا حيث لا زالت للفرقة 6 عروض مضيفا ان الفرقة تتكون من ممثلين شباب تم الاستعانة بهم في اطار سياسة تشبيب المنتجة من قبل مسرح قسنطينية منذ قرابة سنتين. وأوضح المتحدث أنه تأثر كثيرا بما ابدعه الكاتب ليوجين يونيسكو وهو على فراش الموت بالمستشفى حيث كتب المسرحية التي قام باقتباسها وشبح الموت يخيم عليه متسائلا عن نوع الشعور الذي ينتاب المرء وهو يرى الموت قادمة اليه خاصة اذا كان ذلك الشخص ملك له نفوذ وسلطة فهل سيقبل الموت كأي انسان عادي، مشيرا إلى أن الاشكال يكمن في هذا الجانب وبأنه تناول من خلال العرض عرض أطروحة فكرية فلسفية. ولم يخف المتحدث أن للجمهور إبداء رؤية خاصة به من متابعته للعرض كما يدفعه إلى التساؤل وإلى التفكير محاولة منه إلى حثه على انتهاج السلوك السوي ويعيد الحساب مع نفسه مما سيسمح للأجيال الصاعدة أن تحذو مسارا مبني على مبادئ راقية وعلى قيم نظيفة تكمن في حب الوطن وعلى التعاون والتضامن مع الفقراء وهي القيم التي تجمع شمل المجتمع. ومن جهته كشف المخرج فوزي بن ابراهيم، في تصريح له، أن مسرحية العرضة تعتبر بالنسبة اليه نوع من التحدي خاصة وأنه حبذ التعامل مع نصها بعدما اختاره من بين مشاريع عديدة لكونها تجسد الواقع المعاش موضحا ان موت الملك ترمز إلى نهاية الحياة ونهاية تجربة مضيفا أنه حاول من خلال النص اقتراح نظرة فلسفية جمالية خاصة في جانب الاخراج مع ممثلين شباب مشيرا إلى أن المسرحية تنتمي إلى النوع المسرح الفلسفي الذي لا يعتمد على الكوميديا وعلى الذهنيات . وأفاد المتحدث أنه اعتمد في عمله على الحركية الراقصة حيث شملت المسرحية على بعض المشاهد الراقصة على موسيقى رائعة مما جعلها خفيفة الظل على الجمهور مضيفا أن النص الفلسفي غالبا ما يكون ثقيل . وأوضح فوزي بن ابراهيم أنه اعتمد على البساطة في إخراج عرضته لجعل المشاهد يتعلق بالشخصيات ويرى نفسه فيهم. وأشار المخرج إلى أن القضية التي حملتها المسرحية تعتبر قضية انسانية، حيث أن كل مشاهد يرى نفسه في شخصية الملك ويحاول أن يغير إن كان بإمكانه القيام بذلك قبل أن يصل إلى النهاية خاصة وأن البطل الذي يكمن في شخصية الملك يدرك حينما يصل إلى الموت أنه كان يعيش كملك وليس كانسان حيث أن حكمه الذي كان طاغي تركه لا يستطيع ان يتذوق طعم الحرية والإنسانية ولا يشاطر مع عائلته لحظات جميلة، للإشارة فإن المسرحية ستجوب العديد من المسارح المتواجدة عبر كامل التراب الوطني.