أدنت الكتلة البرلمانية للتحالف الأخضر العنف الذي يصاحب الحملة الانتخابية، من أجل ما أسمته الاستمرارية في السلطة أو الوصول إليها، وقالت أن الأمر لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، مؤكدة أن السلطة فشلت في تحقيق الأمن الاجتماعي والاستقرار السياسي وتحقيق التنمية الحقيقية، وتتحمل جزءً كبيرا من المسؤولية في ما وصلت إليه البلاد من الشعور باليأس والإحباط وخاصة مع الإصرار على هذه المهزلة الانتخابية وجعل الجزائر أضحوكة أمام العالم بمثل هذه المسرحية الانتخابية... و قال النائب ناصر حمدادوش المكلف بالإعلام أنه بالرغم من الفشل الصارخ والفساد الفاضح إلا أن سدنة المعبد البوتفليقي وحراس صنم العهدة الرابعة يصرّون على الذهاب نحو المجهول وتكريس الأمر الواقع بالمال السياسي الفاسد واستغلال مؤسسات الدولة والوسائل العمومية لصالح مرشح السلطة المطعون في أهليته لأداء مهامه الدستورية، والدليل على ذلك عجزه عن تنشيط حملته الانتخابية بنفسه وعدم تقديمه لحصيلته التي يفتخرون بها، وتسييره لشؤون البلاد بطريقة لا تليق بجزائر 2014م، ولذلك ما يقع لمن يستغلون مناصبهم الرسمية (وزراء وإطارات سامية في الدولة) والتي تقتضي مواقعهم النزاهة والحيادية لإدارة حملة الرئيس هي بسبب السخط العام والتذمر الكبير منهم، وهو الذي يفجّر ردود الأفعال المعبّرة عن رفض العهدة الرابعة.. إضافة إلى هذا يقول المتحدث أن هذه الملاحظات المسجلة ،تدخل في إطار عدم التوافق الحقيقي بين صناع القرار في البلاد وصراعهم العلني والخفي والمباشر وغير المباشر على الرئاسيات وما بعدها ومستقبلهم السياسي والقضائي، ولذلك يقول البيان :"كنا ولا زلنا نؤكد بأن هذا النظام بهذه السياسات وبهذه الوجوه هو الذي يشكل الخطر الحقيقي والفعلي على البلاد ويهدد الأمن والاستقرار فيها"، وحسب ذات المرجع فإن الاحتجاجات والاعتداءات التي تقع ماهي إلا تعبيرٌ على الشعور العام بالرفض لهؤلاء، لأنهم يرون بأن هذه الانتخابات - وعلى عكس دول العالم - لا تعبّر عن حلّ الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل تعمّقها وتزيد فيها... وعن أعمال العنف والخراب التي شهدتها الحملة سيما ما حدث امس الأول ببجاية، قال البيان أنها تعبير عن انحراف المسار الحقيقي للحملة التي يفترض فيها: التنافس على الأفكار والبرامج الحقيقية التي تساهم في خدمة الوطن والخروج بالبلاد من هذه الحالة المترهلة التي تسببت فيها السياسات الفاشلة والفاسدة للرئيس خلال العهدات الثلاث، وهو دليل واقعي على أن هذه الانتخابات لا تمثل فرصة حقيقية للإصلاح والتغيير، وإنما هي فرصة أخرى ضائعة من عمر الجزائر، وتدخلنا في مرحلة ما بعدها في نفق مظلم تحتاج إلى حوار جاد وأرضية حقيقية للتوافق من أجل تجنيب البلاد الدخول في سيناريو مماثل لأكتوبر 1988م وما بعده، خاصة وأن البلاد لا تزال تحت رحمة أسعار البترول غير المتحكم فيها.