صباح الخير يا لويزة. الحمد لله أنك تنبهت أخيرا أن المال الفاسد يريد أن ينفرد بالحكم، وكأن الأمر جديد عليك، مع أنك كنت وما زلت من المدافعين عن عهدة المال الفاسد، التي نحاربها يوميا ونكشف عن حقيقتها أمام الملأ. يبدو أن ما يقوله بعض الزملاء أن لويزة ليس لديها برنامج، فقط تقرأ الصحف ثم تعقد ندوات صحفية لترد أو تقول ما يجيء في الصحافة هو حقيقة، فالسيدة باشرت حملتها الانتخابية بترديد ما قالته الصحافة منذ سنوات وهو غرق السلطة في بحر الفساد، وما حذر منه أويحيى عند مغادرته للحكومة عندما قال إن المال الفاسد هو المتحكم اليوم في البلاد. ويبدو أن وجود لويزة في قائمة الترشيحات ليس لتقديم برنامج انتخابي، بقدر ما هو الدفاع عن مرشح العهدة الرابعة الذي دخلت السباق من أجله لضمان انتخابات شبه حقيقية في حال انسحب المرشحون الآخرون، وأيضا للدفاع عنه بصورة غير مباشرة، بتجنيها على المرشحين الآخرين، وشتمهم ووصفهم بنعوت لا تليق بسياسية “محنكة” تطمح لقيادة البلاد. لويزة هذه الأيام لا تقدم البديل الذي كنا نحسبها أنها تتوفر عليه لما زارت رئيس الأركان، وإنما هي صوت للشتم والتجني على منافسي الرئيس لا غير، ولذلك فهي خاسرة من الآن حتى وإن ربحت مقابلا عينيا في حال فوز مرشحها المفضل في الرئاسيات الجارية. فقد خسرت أن تبدو في ثوب زعيمة حزب معارض يقدم بديلا جديا، وخسرت أن تبدو في ثوب السيدة الرزينة التي تزن ما تقول، فكثرة الشتائم الموجهة لمنافسيها سلبتها الكثير من النقاط. وها هي تقترب من نهايتها السياسية، بعدما فوتت على نفسها تنظيم حملة نظيفة تقتصر على شرح برنامجها وعلى محاولة إقناع الناخبين بمنحها ثقتهم وأصواتهم. مدير حملة الرئيس هو الآخر فوّت على رئيسه الغائب عن “عرسه” فرصة ترميم الشرخ الذي أحدثته تصريحاته حول الشاوية والتي ألهبت مدن الشرق، وما زالت صدورهم ملتهبة غضبا، فها هو يخرج إلى مدينة البليدة مهددا البلاد والعباد أن الأمن هو بوتفليقة ومن غير بوتفليقة ليس هناك أمن، لغة تهديد صريحة، فإما انتخاب بوتفليقة والقبول به رغم عجزه، وإما أن تلهب البلاد وندخلها في دوامة العنف، هكذا يفهم من كلام سلال. لكن ما لا يعرفه مدير الحملة أن هناك أيضا من جهات أخرى من يتوعد في الخفاء، إما أن يذهب بوتفليقة، أو أن يتفجر الوضع، وغضب الشارع الجزائري من كلام غير مسؤول ومن تهديدات سلال الصريحة غير مستبعد، خاصة وأنه لا يمضي يوم إلا ويخرج المئات في جهات شتى من البلاد للتنديد بسطو عصابة المافيا على البلاد. ثم ما دام الرئيس المرشح هو الضامن للأمن والسلم، فلماذا يقف صامتا تجاه ما يحدث في غرداية من عنف، ولماذا لم تشر إليهم رسالته التي رد فيها على زروال عشية انطلاق الحملة الانتخابية، بأية إشارة إلى أحداث غرداية، ولم يترحم حتى على قتلاهم، فكيف يكون إذن ضمانا للأمن والاستقرار، أم أن لسلطة الفساد التي تندد بها المرشحة الويزة يد في نار غرداية؟!