تعددت المؤشرات على تحول جوهري في السياسة الأوروبية تجاه جماعة الإخوان المسلمين حيث تعتبر زيارة كاترين آشتون، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي وما نتج عنها من لقاءات ومحادثات مؤشرا بارزا على هذا التحول. يضاف إليه قرار السلطات البريطانية بفتح تحقيق في نشاطات الجماعة في المملكة المتحدة، وفي زيارتها الأخيرة إلى القاهرة، امتنعت كاثرين آشتون عن لقاء ممثلي الإخوان أو مؤيدي المعزول محمد مرسي، وقصرت لقاءاتها على مسؤولين مصريين كبار، إذ أجرت مباحثات مع الرئيس عدلي منصور والمرشح الرئاسي قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي، وعززت تحركات آشتون في مصر القناعة بوجود نية لدى أوروبا في الابتعاد شيئا فشيئا عن الإخوان بعد الاقتناع بأن زمن الإخوان قد ولى وانتهى والأهم من الاقتناع بالتوجهات الإرهابية للجماعة الأمر الذي سيسمح لكبار الساسة الأوروبيين بتقييم تطورات الأوضاع في مصر بشكل أكثر حيادية ويصب في مصلحة استقرار البلاد قبل الحديث عن معطيات جانبية مثل الصراع مع الإخوان الذي شأن مصري داخلي صرف رغم محاولات البعض بتدويله عبر العزف على مصطلحات "الشرعية" ضد "الانقلاب" والادعاء بوجود انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مصر، إلى ذلك استأنفت محكمة جنايات القاهرة أمس ثاني الجلسات السرية في محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 آخرين من قيادات الإخوان في قضية أحداث قصر الاتحادية التي وقعت في ديسمبر 2012، وكان من المقرر أن تستمع المحكمة إلى أقوال شهود إثبات جدد في جلسات سرية حفاظا على سير القضية، وعدم التأثير على الشهود أو الأمن القومي للبلاد وفقا للمحكمة، وأسندت النيابة إلى مرسي تهم تحريض أنصاره ومساعديه على ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار واستخدام العنف، والقبض على متظاهرين سلميين واحتجازهم دون وجه حق مع تعذيبهم، وتقرر بشكل مفاجئ الأحد الماضي تحويل جلسات محاكمة مرسي وعدد من قياديي جماعة الإخوان المسلمين في قضية أحداث قصر الاتحادية الرئاسي إلى جلسات سرية، وتضم قائمة المتهمين بالإضافة إلى مرسي 14 آخرين، أبرزهم رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق ونائبه أسعد الشيخة، وأحمد عبد العاطي سكرتير الرئيس المعزول، من جهة أخرى قال بيان لوزارة الداخلية المصرية ومسؤول إن ثلاثة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين قتلوا أمس الأول في اشتباكات مع قوات الأمن بمحافظتي الغربية والإسكندرية وقال الجيش إنه قتل متشددا في محافظة شمال سيناء، وأضاف البيان إن اثنين من أعضاء الجماعة قتلا في اشتباك مع قوات الأمن خارج مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية شمالي القاهرة وقال مسؤول في مدينة الإسكندرية إن متظاهرا مؤيدا للجماعة قتل في اشتباكات بالمدينة، وقالت مصادر أمنية في طنطا إن ستة من أعضاء جماعة الإخوان كانوا يستقلون ثلاث دراجات نارية وأطلقوا النار على أفراد دورية أمنية أثناء محاولتهم الفرار بعد رصدهم يحاولون إشعال النار في نقطة مرور، وأضافت المصادر أن القتيلين سقطا برصاص في الرأس وأن جثتيهما نقلتا إلى مستشفى طنطا الجامعي.