عرضت منظمة “السيدات المتشحات بالسواد” في مقرها بالعاصمة النمساوية فيينا، الخميس، فيلماً وثائقياً عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، للمخرجة اليهودية سيمون بيطون. وشاهد الفيلم الذي حمل اسم “وبما أن الوطن هو اللغة”، عدد كبير من المهتمين بالقضية الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي من النمساويين، واليهود، والأجانب، وسط غياب عربي وفلسطيني. ويتناول الفيلم الذي يأتي بمناسبة اختيار الأممالمتحدة 2014 عاماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، دور الشاعر درويش (13 مارس/أذار 1941 – 9أغسطس/آب 2008) في القضية الفلسطينية، وذلك في 60 دقيقة ناطقة باللغة العربية ومصحوبة بترجمة فورية للإنجليزية. والفيلم الذي تم إنتاجه عام 1997، هو واحد من الأفلام الوثائقية التي تعيد اكتشاف شعر درويش والعلاقة بينه وبين الأرض، كما أنه ينتقل بمشاهده بين مراهقة درويش في بلدته “البروة” شمالي إسرائيل، ثم السنوات التي قضاها في المنفى في بيروت وتونس، ثم عضويته بمنظمة التحرير الفلسطينية (فتح)، وأخيراً في باريس، وعمان، ورام الله. وفي حديث مع وكالة الأناضول، قالت باولا حوراني، رئيسة منظمة “السيدات المتشحات بالسواد”،إن :”شعر درويش الذي حظي بشعبية جارفة في العالم العربي من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا ،بث الحياة في نفوس الفلسطينيين، ولعب دوراً كبيراً في تطور القضية”، مشيدة ب”أدائه الرائع لقصائده على خشبة المسرح في دول مختلفة”. وطالبت حوراني، المجتمع الدولي بضرورة العمل على فك الحصار الإسرائيلي “الجائر” المفروض على غزة، والذي تسبب في أوضاع إنسانية “مأساوية”، منتقدة السياسة الإسرائيلية بحق الشعب الفسطيني، و”صمت الإعلام والعالم الغربي، وعدم تحملهما المسؤولية الأخلاقية تجاه تلك الانتهاكات”. وارتبط اسم محمود درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب، بشعر الثورة والوطن، وهو أحد الشعراء العرب المعترف بهم على نطاق واسع، وهو الصوت الشعري للشعب الفلسطيني لوقوفه ضد الظلم والقهر، كما أنه واحد من أهم من ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث، وإدخال الرمزية فيه. كتب الشاعر الفلسطيني العديد من الكتب في الشعر والنثر المنشورة التي تتعامل مع الصراع في الشرق الأوسط ، ومصير الفلسطينيين في المنفى، وقد ترجمت دواوينه إلى أكثر من 40 لغة. ومنذ عام 1961 تم اعتقاله أكثر من مرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي؛ بسبب تصريحاته ونشاطه السياسي المناهض لإسرائيل . وفي عام 1972 توجه إلى القاهرة وانتقل بعدها للاتحاد السوفيتي للدراسة، ثم بيروت حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات، والتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية ، وترأس رابطة “الكتاب والصحفيين الفلسطينيين”، وأسس مجلة “الكرمل” الثقافية عام 1961. أما المخرجة سيمون بيطون، فولدت في المغرب عام 1955، وقدمت فيلمها الأول عام 1995بعنوان “فلسطين -إسرائيل ..تاريخ أرض)، تناولت فيه تاريخ احتلال فلسطين عبر البحث في الأرشيف عن أصل البلد العربي في القرن التاسع عشر، وقصة الهجرة اليهودية، وبداية تكوين العصابات اليهودية. كما قدمت بيطون فيلماً عام 1996عن حادثة اغتيال الزعيم المغربي الشهير بن بركة تحت اسم “المعادلة المغربية”، ثم فيلماً آخراً عام 2001 بعنوان “العملية الإرهابية” توضح فيه أسباب قيام الفلسطينيين بعمليات في عمق إسرائيل، بالإضافة إلى أفلام أخرى. ومنظمة “السيدات المتشحات بالسواد” تأسست في إسرائيل عام 1988، ثم تتابع تأسيس فروعها في دول مختلفة، وتأسس فرعها في فيينا عام 2001، وتضم ناشطات يهوديات ونمساويات، وتنادي بحقوق المرأة الفلسطينية، وتأييد الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة، وفق المواثيق الدولية، كما تحتج على الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.