من المقرر أن يطلق اسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش على إحدى ساحات أو شوارع العاصمة الفرنسية باريس في المستقبل القريب، حسب ما صرح به رئيس بلدية باريس بيرتراند ديلانوي. وقال رئيس بلدية باريس بيرتراند ديلانوي خلال زيارة يقوم بها إلى رام الله بالضفة الغربية ''إن باريس تتضامن مع الشعب الفلسطيني وتعمل معه من أجل إحلال السلام''. وأكد أن الثقافة والحق والكرامة هي أهم العناصر التي تربط الشعب الفلسطيني وباريس من أجل السلام. للتذكير، يعد محمود درويش أحد أهم الشعراء الفلسطينين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، وفي شعر درويش يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة. المعروف أن محمود درويش، 66 عاما، هو شاعر فلسطيني اكتسب شهرة عالمية لمستوى إبداعه الرفيع. ولد في بلدة البروة الفلسطينية في الجليل، شرق عكا، واضطر وهو طفل الى الهجرة عنها إثر النكبة الفلسطينية، واستقرت عائلته لاجئة في قرية جديدة القريبة. وما زالت والدته وأشقاؤه وأقاربه في هذه القرية حتى اليوم. ومنذ نشأته شابا اختار محمود درويش الطريق الوطني، وبدت بذور الابداع الأدبي لديه منذ الصغر. وقد استوعبه الأديب اميل حبيبي في صحيفة «الاتحاد» في حيفا سوية مع الشاعر سميح القاسم. وبقدر ما ساهم هذا الطريق في تعزيز خطواته الإبداعية، جعله ضحية للممارسات القمعية من الحكم العسكري الإسرائيلي، فاعتقل عدة مرات وفرضت عليه الإقامة الجبرية في البيت. وقد لقب كثيرا ب«شاعر المقاومة» لتصويره معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال وصعوبة الحياة في المخيمات الفلسطينية في المنفى. اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدءا من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى العام 1972 حيث توجه إلى الاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام، حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علماً أنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة ''الكرمل'' الثقافية.