• بيع الخضر عبر الطرقات "جودة كبيرة بأسعار قليلة" دق فلاحو الولايات الداخلية وخاصة المدية، البليدة وعين الدفلى ناقوس الخطر، ووجهوا استغاثة إلى مساجد المنطقة لدعوة الناس لصلاة الإستسقاق، مؤكدين أن محاصيلهم مهددة إذا لم تتهاطل الأمطار قبل أسبوع من الآن . أمال م وقال الفلاحون، الذين التقت بهم "الآن"، إن تساقط الأمطار في مثل هذه الفترة ضروري جدا من أجل نجاح موسمهم الفلاحي، وأكدوا أن عدم حدوث ذلك لن يكون لصالحهم، موضحين لنا، أن كل من الفول، الجلبانة، والبصل وغيرها من الخضر الموسمية هي الآن في موسم النضج وأن فلاحتهم في أغلبها لا تعتمد على السقي وبالتالي فهي مهددة ،وهن هذا قال أحد الفلاحين، إن الأسعار سترتفع لا محالة بعد أقل من أسبوع من الآن، حيث لن يكون للفلاحين المحليين سلعا ليدخلوها إلى السوق، ولن يكون هناك إلا ما يتم جلبه من أسواق الجملة، وبالتالي سيضارب التجار في الأسعار كما يهوى لهم. وعند تجول "الآن" في أسواق المناطق الداخلية للوطن، وخاصة في سوق المدية للخصر والفواكه، لاحظنا أن الأسعار منخفضة كثيرا هناك، والفرق بينها وبين العاصمة يتعدى المائة بالمائة في الكثير من الأنواع، حيث تباع البطاطا مثلا ب45 دينار بينها في العاصمة ب70 دينار، والبصل ب200 دينار، مقابل 45 دينار في العاصمة، الجلبانة ب50 دينار مقابل 80 ديمار في العاصمة، وعند استفسارنا عن الفرق، أكد لنا الباعة أن الخضر المعروضة هناك هي من الأرض إلى الأسواق مباشرة ويعتر الفلاح هو التاجر الذي يبيع سلعته. وفي طريقنا إلى العاصمة، صادفنا أسواقا فوضوية للخضر والفواكه على أرصفة الطرقات، والشيء الذي لفت انتباهنا هو الإقبال الكبير من طرف المواطنين عليها، وعند اقترابنا عرفنا سبب هذا الإقبال، حيث وجدناها بورصة حقيقة للخضر والفواكه وتعتمد كثيرا على قانون العرض والطلب، فزيادة على الأسعار المنخفضة، والتي تعد في متناول الجميع، هناك تجار من يقايضون خضرهم كاملة مقابلة ألف أو ألفي دينار، ليقوم المشتري بنقلها لمكان ليس بالبعيد ليعيد بيعها بالتجزئة، وما يزيد الإقبال عليها هي نوعيتها الحيدة التي قلما نصادقها في العاصمة. وعلى عكس ما تتغنى به وزارة التجارة حول القضاء على التجارة الفوضوية في المدن، وجدناها عبر الطرقات تعرف انتعاشا كبيرا وإقبالا أكبر والملفت في الأمر أن التجار يعرضون سلعهم في أماكن ليست بالبعيد عن حواجز الدرك الوطني. وأمام هذا التناقض، يبقى المواطن البسيط هو المستفيد من هذه الأسواق التي فيها الكثير من الرحمة لجيبه.