فسر أمس متتبعون للشأن السياسي الصراع الجديد داخل بيت الافلان بعد الاتهامات والشتائم المتبادلة بين الأمين العام الأفلان عمار سعيداني وغريمه بلخادم، أن ما هو إلا لعبة جديدة للسلطة التي تريد أت تذكر أنها لا تزال موجودة، وأنها قادرة أن تخلق في أي وقت أوراق اللعبة السياسية لأي تنظيم، لذلك يقول هؤلاء أنها أرادت من عبد العزيز بلخادم أن توجه رسائل إلى جهة معينة. ورأى هؤلاء أن عودة بلخادم في هذا الوقت الذي يتزامن واقتراب عقد المؤتمر العاشر لحزب الفلان ليس له أي علاقة بنية هذا الأخيرة في التنافس على الزعامة ، مجددا معتبرين أن هذا الاخير ورقة "محروقة" وأنتهى سياسيا ، فقط السلطة تريد أن تمرر من خلاله رسائل لجهة معينة ، وهو ما ذهب إليه المحلل السياسي، صالح سعود، في تصريح إعلامي حين استبعد عودة عبد العزيز بلخادم إلى حزب الأفلان، ورأى فيه عنصرا تم استهلاكه من قبل السلطة إلى حد بعيد، معتبرا إياه مجرد "فزاعة" في يد النظام يريد من خلاله إرسال رسائل إلى جهة معينة، وقال سعود إن الرئيس السابق عبد العزيز بلخادم ورقة محروقة، ولا يمكن عودتها إلى الساحة السياسية، وعن ظهوره مؤخرا كغريم قوي للأمين العام الحالي لجبهة التحرير الوطني، أوضح سعود، أن مؤسسات السلطة تريد من خلال هذه الخرجات أن تقول إنها مازالت قادرة أن تخلق في أي وقت أوراق اللعبة السياسية لأي تنظيم، سواء كان مجتمعي أو سياسي، وذلك لاستمرارية تطويع الجميع من أجل تنفيذ برنامجها، مضيفا أن تحرك سعداني وبلخادم وشخصيات أخرى سواء في الأحزاب الموالية أو المعارضة مبني على هذا الأساس. وعن تبادل الشتائم بين سعداني وبلخادم، واستعمالهما لعبارات السب والشتم، أوضح محدثنا، أنه ظهر صراع سياسي داخل الأحزاب الجزائرية القديمة منها والجديدة ، حيث اتخذت أبعادا تدل بالدرجة الأولى على عدم توفر المعطيات الحقيقة لبناء حزب سياسي، وغياب المستوى الثقافي بالدرجة الأولى وعدم القدرة على الارتقاء إلى المستوى السياسي المنشود، موضحا أن تبادل الشتائم داخل الهيئة السياسية الواحدة، يدل اختراق السلطة لها وإدارتها بما يخدم مصالحها، في إشارة منه إلى استبعاد بلخادم في الوقت الذي أرادت ذلك ثم إعادته للواجهة. وانتقد سعود، انسياق كل من سعداني وبلخادم وراء ألفاظ خارجة عن العمل السياسي، مشددا على ضرورة أن يحافظ بلخادم على رصيده الحزبي ومواقفه السياسية، وكذا سعداني الذي تحدى الخطوط وإهانة الحزب العتيد وهو على رأسه، من خلال استعماله لألفاظ لا تليق بمكانته، فكلاهما لن يحافظ على مكانته السياسية، وهذا إن دل على شيء –يضيف سعود-فإنه يدل على أن جميع الأحزاب السياسية العتيدة منها والفتية، أصبحت آليات في يد السلطة، ولا تعكس العمل السياسي، ولا تعبر عن وجهة نظر المجتمع، وإنما أصبحت تعبر عن فراغات سياسية.