على سعداني إبقاء كل التغييرات مفتوحة ومتاحة أمامه، فقد لا يضطر للوقوف والتفكير، وبعد ذلك يعقد العزم على تقديم قدم ثم الأخرى، يبدو أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، يفعل ذلك فعلاً، ويتعمد أن يبقى في الجزء الفارغ من الكأس، فهو يتكلم ثم يفكر بعد ذلك، إن هذا الكلام يفسر ما صرح به في هذه الأيام عندما وصف عبد العزيز بلخادم، ب "خادم أسياده"، مؤكداً بذلك أن "بلخادم اسم على مسمى". هذا كله يندرج لتحضيرات المؤتمر العاشر، في خطوة وصفها المتتبعون بمحاولة ضم القاعدة النضالية لصفه، حيث يعتمد على كسب تأييد المحافظين الجدد لحزب جبهة التحرير الوطني، على غرار وجود نشاطات سريعة لعقد دورة طارئة للجنة المركزية، وجراء ذلك يراهن الأمين العام على ما سماه التجديد في صفوف المناضلين، ويقوم بهذا الأمر كمناعة لتوجيه تعليمات صارمة للمناضلين الولائيين للوقوف في وجه المعارضة داخل الحزب. الواضح أنه على سعداني إعادة تصحيح بعض المفاهيم المدبرة الخاطئة، التي من خلالها يجب أن يتصرف ويعمل لتجديد قواعد المؤتمر المقبل ليكون أكثر صواباً، فعندما يبدأ في تحسين النظرة الصحيحة التي بموجبها تصحيح المفهوم، سوف يرى مكاسب ذات مغزى في منطلق التصرف والفعل. على عمار سعداني أن يفهم أن الاتجاه نحو تحسين بيت الأفلان ليس اختياري، ولا إجباري، إنه بكل بساطة عملية تحسين من الوضعية الحالية إلى ما يريد أن يكون هذا البيت، وبالتالي عليه أن يختار الآن، إما أن يصل إلى نجاح هذا المؤتمر، أو يهاجم كل من يتوقع أنه ضده، الأمر هكذا، إما أن يلعب دور صحاب الرؤية الثاقبة، أو يكتفي بدور الثرثار الذي يعتبر كل صيحة عليه. نعم، عليه أن يضيف بعض التحولات الجذرية للحزب العتيق، وأن يكون جزءاً من الحل، وليس جزءاً من المشكلة، كما يفعل الآن، ليكون في الجزء المملوء من الكأس، وليس الفارغ منه.