شهدت الساعات الأخيرة تراشقا وتبادلا للقصف الإعلامي بين الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، وسلفه عبد العزيز بلخادم، الأول وصف بلخادم بأبشع النعوت يوم الخميس، فرد الثاني بنعوت لا تقل بشاعة يوم الجمعة. وبدأ التراشق العلني يوم الخميس، حين صرح سعداني أن بلخادم ب (خادم أسياده)، وأنه لا يتحرك إلا بمهماز، وأشار سعيداني إلى أن بلخادم تقلد مناصب عليا إلا أنه خرج فارغ اليدين. وقال سعيداني في تصريح للصحافة أن بلخادم جاء لحزب الأفلان على ظهر سيارة، مشيرا أنه لم ينتخبه أحد، وأنه سرق الحزب باسم الرئاسة. وبعد ساعات من هذا (القصف)، رد بلخادم في تصريح لموقع (كل شيء عن الجزائر)، قائلا إن سعداني (يتميّز بوقاحة يُفترض أن لا تصدر عن مسؤول على رأس الحزب)، مضيفا أنه نظمَ (مأدبة خاصة) لم يكشف متى ولا من حضرها، وحسبه فإن المأدبة هي التي جعلت سعداني يردّ بهذه الطريقة. من جانب آخر، أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني يوم الخميس بالجزائر العاصمة ان المؤتمر العاشر القادم لحزبه سيكون موعدا "للتجديد والتشبيب" بهدف اعطاء مكانة "لائقة" لشباب واطارات الحزب. وقال السيد سعداني خلال اجتماعه بأمناء محافظات الحزب أن (المؤتمر القادم سيكون لتجديد وتشبيب الحزب لأن العناصر الشابة والاطارات يجب ان تجد مكانا لائقا لها في الحزب سواء تعلق الأمر بالرجال أو بالعنصر النسوي". وبعد أن حذر القائمين على تحضيرات هذا المؤتمر من (إقصاء وتهميش) القاعدة النضالية، أكد السيد سعداني ان التحضيرات الجارية "تبعث على التفائل بمستقبل واعد" للحزب، داعيا في هذا السياق المناضلين والاطارات إلى تقديم مساهمتهم في المحافظات والقسمات بهدف "ضمان تكامل الأفكار وتغليب المصالح العليا للحزب". وأوضح ان الحزب "اليوم هو ملك لقاعدته النضالية"، مشيرا إلى ان الهيكلة الجديدة للمحافظات "ستعطي فعالية أكثر في بناء الحزب وهي في صالح المناضليين وليس المتسللين". من جهة أخرى، اكد السيد سعداني أن "وضع الجزائر اليوم يختلف كثيرا عما كان عليه في سنوات الستينات والسبعينات والتسعينات من القرن الماضي"، مشيرا إلى أن التقدم الحاصل في مجال التنمية والنتائج المحققة في الشق الأمني (دليل على حكمة وحنكة سياسية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة"). وفي ندوة صحفية في ختام هذا الاجتماع عبر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عن "أمل" حزبه ان يكون عرض مشروع تعديل الدستور قبل المؤتمر القادم للحزب "ليتمكن من التجاوب مع الدستور الجديد ولتجنب تغيير بعض مشاريع القوانين واللوائح" التي سيدرسها المؤتمر. وفي ختام هذا الاجتماع، ثمن أمناء المحافظات في بيان لهم قرار السيد سعداني القاضي باشراك القواعد النضالية في كل مراحل الاعداد للمؤتمر القادم، مشيدين برغبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في "تعميق" الاصلاحات السياسية من خلال تعديل الدستور. وإعتبروا ما تنعم به البلاد اليوم من صون الجبهة الداخلية والأمن والاستقرار والتنمية والوحدة الترابية والشعبية في ظل أوضاع اقليمية ودولية خطيرة "مكاسب لاينبغي نكرانها كما تعد خطا احمر لاينبغي تجاوزه". كما حيّى أمناء المحافظات أداء أفراد الجيش الوطني الشعبي وجميع أسلاك الأمن في حماية الوطن وحدوده وفي مكافحة الجريمة بجميع أشكالها.