الشيخ العربي التبسي، أحد أعمدة الإصلاح في الجزائر، والعالم الإسلامي، وأمين عام جمعية العلماء المسلمين، والمجاهد البارز الذي خطفته يد التعصب والغدر الفرنسية. انتقل إلى جامع الزيتونة، فنال منها شهادة الأهلية، ثم انتقال إلى القاهرة، لمتابعة التحصيل العلمي في الأزهر حيث تحصل على الشهادة العلمية في العلوم الإسلامية، ثم جالس بعض العلماء عصره، وأخذ العلم من الفقهاء والمشايخ. كما تعلم علوم الفقه والقرآن والعقيدة، فجاءت هذه العوامل في رجل يملأ جوامع الدين، ومجامع العلم، ومحافل الأدب. وبعد ذلك عاد إلى الجزائر، واتخذ من مدينة تبسة قلعة الثوار، وموطن العلماء، ومهد الحضارات مركزاً له، وواصل الليل بالنهار لإنقاذ هذا الشعب من الجهل، وذل الاستعمار، وبدأت آثار هذا الجهد تظهر في التغيير الاجتماعي والنفسي لأهل تبسة، ثم انتقل الشيخ إلى العاصمة لإدارة شؤون منظمة العلماء، واستأنف دروسه في التفسير، وكان شجاعاً لا يخاف الاستعمار وبطشه، يتكلم بالحق، ويدعو للجهاد، ولم يأبه لتحذير الناصحين المحبين له الذين خافوا عليه من فرنسا، والتي كانت تتبع أخبره، وتعلم مكانته بين صفوف الجماهير. وكان له سر عجيب في إقناع الجماهير بمبدأ المطالبة بالحرية، وكان دائماً ما يدعو إلى الأخوة، والتسامح بين أفراد المجتمع، ونشر الأخلاق الحميدة والصفات الفاضلة.