صلاحية الإسلام وعالميته تستمد قدرتها من أنه يقدم الحل الناجع للإنسانية، من القلق والضياع والخوف على المصير، ليعطي نموذجاً للحياة الاجتماعية الأفضل، تقول الباحثة الإيطالية (لورافيتشافا لبرى): أن الناس ليتلهفون على دين يتفق وحاجاتهم ومصالحهم الدنيوية، ولا يكون قاصراً على إرضاء مشاعرهم وإحساساتهم، ويريدون أن يكون هذا الدين وسيلة لأمنهم وطمأنينتهم، وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وليس هناك من دين تتوفر فيه هذه المزايا كلها بشكل رائع سوى الإسلام، إي أنه ليس مجرد دين فحسب، بل إن فيه حياة للناس، لأنه يعلمهم كيف يحسنون التفكير والكلام؟ ويحضهم على فعل الخير وصالح الأعمال، ولذلك سرعان ما شق طريقه إلى القلوب والافهام. الإسلام هو دين عام حسب قول المستشرق الفرنسي (إتيين دينيه): صالح لكل زمان ومكان، فهو دين الإنسانية ودين المستقبل. ولقد أكدت التجارب التاريخية القديمة مدى ثباته وصلاحيته، يقول الدكتور (ف بارتولد): لقد أثبت الإسلام خلال مئات السنين مقدرته على البقاء، وضرب المثل الأعلى في الإخاء والمساواة.