يكرم المركز الثقافي الجزائري، بباريس، اليوم، الطاهر جاوت فقيد الأدب الجزائري و الصحافة ، إذ سيحرك ثلة من المثقفين والصحفيين من أصدقاء المرحوم وكذا ابنته نبيهة نقاشا حول الشخصية الفذة التي تميز بها طاهر جاوت اللقاء سيجمع كل من ابنة الطاهر جاوت البكر نبيهة وصديقه الصحفي ومدير نشر يومية ليبرتي أوتودرت عبروس، وناشره لويس جاردل، وصديقه الصحفي مزيان اوراد، وعبد الرزاق العربي شريف الذي أخرج فيلما وثائقيا عن الفقيد بعنوان “هل للشاعر أن يموت؟”، حيث سيتم عرض الفيلم بالمناسبة، وسيفتح نقاش بالمركز الثقافي الجزائري بباريس لهواة كتابات وأشعار جاوت، وستكون المناسبة لمن لا يعرفه من الجيل الجديد فرصة لاكتشاف هذه الشخصية التي دشنت قائمة الصحفيين المغتالين على يد الإرهاب في مطلع التسعينات وعددهم سبعون صحفيا.الفيلم الوثائقي “هل للشاعر أن يموت؟” يحكي مسيرة وإنجازات الكاتب الصحفي طاهر جاوت ويروي خلال 80 دقيقة المسار المأساوي للشخص الذي يعتبر أول ضحية إعلامية للإرهاب في الجزائر، ويعتبر هذا الفيلم الوثائقي الناطق بالأمازيغية ومعنون باللغة الفرنسية ثاني فيلم للعربي شريف، وعرض الفيلم بصفة استثنائية خارج المنافسة خلال افتتاح الطبعة ال11 للفيلم الأمازيغي التي نظمت في شهر مارس 2011 بأزفون.وللإشارة قُتل الطاهر جاوت يوم 26 ماي 1993، وفارق الحياة بعد أسبوع من مكوثه في غيبوبة، كان في الأربعين من العمر وهو العمر الذي تكون فيه حقول الأفكار والإبداع بالنسبة للأدباء خصبة، نتج عن فقدانه برودة على الساحة الأدبية والإعلامية لما كان له من وزن وثقل في كتاباته المنيرة، وآرائه الواقعية والمعقولة التي حباه الله بها فشكلت منه كاتبا صحفيا متفردا وشاعرا متمرسا، كما ترك في قرية ألخو بأزفون حديثا يأبى أن ينتهي عنه وعن خصاله حتى وإن مرّ على وفاته عقدان من الزمن.اختار الطاهر جاوت الصحافة رغم أنه درس الرياضيات بجامعة الجزائر، فبدأ مشواره في أسبوعية “الجزائر الأحداث” في بداية السبعينات و«أحداث الهجرة”، حيث كان يكتب ويمضي باسم مستعار هو “س.الطيب”، وفي عام 1992 ترأس هيئة تحرير أسبوعية “القطيعة” التي كان أحد مؤسسيها إلى غاية يوم اغتياله.ضم رصيده الشعري من عام 1975 إلى عام 1982 أربعة دواوين، من بينها “المدار الشائك” و«الطير المعدني”، أما الروايات فقد كتب فيها جاوت خمسا من 1985 إلى 1993، أهمها “الممتلك” (1984)، “الباحثون عن العظام” (1984)، و«ابتكار الصحراء”( 1987 و«العسس” (1991) التي حاز بها على جائزة البحر الأبيض المتوسط، وكانت آخر رواياته “آخر صائفة العقل” والتي لم يكملها سنة 1993، بالإضافة إلى اللقاء الذي أجراه مع الكاتب الكبير الراحل مولود معمري، حيث لازمه فترة طويلة، ينهل من تجربته ونظرته للحياة. ونجد في ظل أعمال الطاهر جاوت الروائية انشغاله الدائم، عبر رواياته، عن التاريخ وصناعه، وعلاقتهما مع الحاضر .