تحتضن دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو ابتداء من 3 جوان وعلى مدار يومين ملتقى حول حياة ومسيرة الراحل ''طاهر جاوت'' صاحب المقولة المشهورة ''الكلمة كالرصاصة إذا خرجت فلا عودة لها''. التظاهرة التي دعت إليها الجمعية الثقافية ''ثوسنا'' بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو ستعرف مشاركة عدة أقلام صحفية وأدبية للتعريف بشخصية الراحل وأعماله. برمج القائمون على تنظيم الملتقى جملة من النشاطات منها، تنظيم خرجة ميدانية إلى قرية اولخو بأزفون مسقط رأس الراحل التي أنجبت رجلا عظيما وكاتبا يعدّ مفخرة للجزائر وللكتّاب الجزائريين وذلك لوضع باقة من الزهور ترحما على روحه كما يتم على مستوى دار الثقافة لتيزي وزو افتتاح أشغال الملتقى الذي يتناول حياة ومسيرة هذا الكاتب الصحفي الذي أفنى حياته في خدمة الفكر والأدب. سيتخلّل البرنامج إلقاء عدة محاضرات بدار الثقافة ''مولود معمري'' حول مسيرة وأعمال الطاهر جاوت الذي رحل قبل الأوان تاركا رصيدا أدبيا كبيرا مكتوبا بلغة فولتير وباللغة الأمازيغية، لتختتم فعاليات هذا الملتقى الذي نظم موازاة مع إحياء الذكرى الثامنة عشر لرحيله، بتقديم شهادات لأصدقاء الراحل وبعض افراد عائلته. للتذكير فقد ولد الكاتب والصحفي الطاهر جاوت بتاريخ 11 جانفي 1954 بقرية أولخو ببلدية آيت شافع الواقعة بدائرة ازفون، أنهى مشواره الدراسي سنة 1971 بثانوية ''عقبة'' بالعاصمة ليتحصّل سنة 1974 على شهادة ليسانس في الرياضيات بجامعة الجزائر حيث كانت له الفرصة للاحتكاك بالشاعر حميد تيبوش. بدأ الكاتب النقد الأدبي في يومية ''المجاهد'' خلال الفترة الممتدة بين 1976 إلى ,1977 ليتوجّه فيما بعد لأداء واجب الخدمة الوطنية وبعد انهائه له عاد إلى يومية ''المجاهد''، ومن سنة 1980 إلى غاية 1984 شغل منصب رئيس القسم الثقافي بجريدة ''الجيري اكتواليتي''، إذ كان يكتب عدّة مقالات يتناول فيها رجالا ونساء صنعوا مجد الفن وارتقوا به إلى أعلى المراتب في ميدان الفن التشكيلي أمثال باية، محمد خدة، دونيس مارتيناز، حميد تيبوش وغيرهم، بالإضافة إلى عدّة كتّاب جزائريين أمثال جون عمروش، مولود فرعون، مولود معمري، محمد ديب ويوسف سبتي وغيرهم. في سنة 1985 تحصّل جاوت على منحة لمتابعة دراسته بباريس في مجال علوم الإعلام، وخلال عودته سنة 1987 عاود الاتصال بجريدة ''الجيري اكتواليتي''، وبفعل الأحداث الدولية والوطنية بدأ يتأثّر ويظهر ميله للجانب السياسي، ليغادر الجريدة سنة 1992 لينشئ رفقة بعض رفاقه القدماء أسبوعية ''القطيعة'' حيث أصبح مديرا للتحرير وصدر أوّل عدد في 16 جانفي 1993 وبتاريخ 26 ماي 1993 تعرّض لمحاولة اغتيال وتوفى على إثرها يوم 2 جوان 1993 تاركا رصيدا أدبيا كبيرا، منه ''الباحثون عن العظام''، ''اختراع الصحراء'' 1984 ورواية ''منزوع الملكية'' وغيرها من الأعمال الأدبية المختلفة التي تعدّ ركيزة الجيل الناشئ من الأدباء ومنبعا للبحث والمعرفة، إضافة إلى مقولته المشهورة ''الصمت هو الموت وأنت إن سكتت ستموت وإن تكلمت ستموت إذن تكلم ومت''.