وجه ما يسمى ب"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي" الارهابي رسالة إلى القيادة الموريتانية قالت فيها بأنها باتت على مرمى حجر من الحدود، وأنها مستعدة لزعزعة أمن واستقرار البلاد في حال قرر الرئيس محمد ولد عبد العزيز المشاركة بجنود أو توفير الأجواء والدعم اللوجستي للقوات التي ستهاجم القاعدة وأخواتها، علما أن موريتانيا لم تفصح لحد الساعة عن نيتها حول المشاركة بقوة عسكرية في القوات متعددة الجنسيات التي تعتزم المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إيكواس" تشكيلها بدعم من الولاياتالمتحدة وفرنسا، غير أن بعض المحللين يرى في استقبال هولاند لولد عبد العزيز نوعا من محاولة جر موريتانيا للمشاركة في هاته الحرب. ولأن القاعدة والتنظيمات المسلحة التي تدور في فلكها تسعى إلى تحييد موريتانيا عن المشاركة حتى لا تقوم بدور باكستان في أفغانستان خلال الحرب في الشمال المالي. وكان زعيم حركة أنصار الدين قد قال في مقابلة صحفية إن شظايا الحرب ستحرق دول المنطقة، ولن تقتصر تأثيراتها السلبية على إقليم أزواد، خاصة أن لموريتانيا الحدود الأطول مع الإقليم وهي الوحيدة في المنطقة التي يتواجد بها امتداد لساكنة أزواد، سواء من خلال القبائل التي تتقاسمها جغرافيا الدولتين، أو من خلال آلاف المقيمين الأزواديين على أرضها بشكل دائم، أو بشكل مؤقت كما هو حال بالنسبة القاطنين في مخيم امبره قرب مدينة باسكنو، الذين هربوا من ويلات الحرب بين الطوارق والجيش المالي من جهة، وبين الحركات الإسلامية والحركة الوطنية لتحرير أزواد، ذات التوجه العلماني، من جهة أخرى، وهم مرشحون للزيادة بمجرد انطلاق شرارة الحرب التي يجري الحديث عنها. ثم إن موريتانيا قد ارتكبت خطأ فادحا بإقحامها لمخيمات اللاجئين الأزواديين على الحدود، بحيث يمكن للحركات المسلحة استخدامهم كدروع بشرية، وحتى تجنيد أبنائهم للقتال في الميدان أو لتنفيذ عمليات ضد الجيش وبعض الأهداف في موريتانيا، أو المساعدة على اختطاف رعايا أجانب انطلاقا من داخل الحدود الموريتانية، أو على الأقل استخدامهم في الجانب الاستخباراتي للاستفادة من وضعهم كلاجئين مسجلين على قوائم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. للاشارة فإن الرئيس الموريتاني قبل اجتماع رئيسها بمجلس الدفاع والأمن بعد يومين، والذي يرى مراقبون أنه سيخصص لمناقشة دور البلد في الحرب التي يجري الاستعداد لشنها في الشمال المالي.