تتميز مرحلة الشباب والمراهقة، على وجه الخصوص، بالاهتمام أكثر بالشكل، والبحث عن الجديد، كما تتميز بالتأثر بالآخرين، والاهتمام بكل ما هو موضة بمختلف أنواعها، كما أصبحت الملابس والموضة صناعة مهمة تدر أرباحاً طائلة على العاملين فيها، وتحتل مكاناً مهماً جداً في حياة الأفراد لاسيما الشباب، وباتت المحلات في المناطق التجارية تجني أرباحاً طائلة، خاصة تلك التي تعرض "ماركات" عالمية. ولكن هناك العديد من الشباب يبالغ في متابعة مستجدات الموضة والماركات العالمية بشغف واهتمام، وآخر صيحاتها، ولكن أكدت دراسة حديثة أنه توجد مواد كيماوية سامة تلوث ألبسة أشهر الماركات العالمية مثل "كالفن، كلاين، وليفايز، وأديداس، ولاكوست، ونايكي، وبوما، وفان، وهاوزن، وزارا وأرماني". وحسب منظمة السلام الأخضر "جرين بيس" التي أعدت الدراسة فإنها اقتنت ألبسة من 20 ماركة تجارية شهيرة عالمياً من 29 بلداً، وتم تصنيعها في 18 بلداً واختبرت ألبسة مثل الجينز والقمصان والأثواب والألبسة الداخلية، وهي مصنوعة من مواد طبيعية مع مزجها بمواد مصنعة. ووجدوا مستويات عالية من المواد المسببة للسرطان مثل مادة " phthalates " وهي مادة كيماوية تلين البلاستيك وتسبب السرطان، فيما وجدت مادة " nonylphenol ethoxylates " في 89 قطعة ثياب في الاختبار أي 63% من كل الألبسة التي خضعت للاختبار. وتشير تقارير صحية أيضاً إلى أن "الجينز" الضيق، يؤدي ارتداؤه بشكل يومي على المدى الطويل، إلى ظهور انتفاخات في البطن وحرقان في المعدة، ومشاكل في الشرايين، خصوصاً في منطقة الحوض والفخذين. وتعد منظمة "السلام الأخضر"، منظمة عالمية مستقلة تُعنى بشؤون البيئة، نشأت في العام 1971 في فانكوفر بكندا، وتوسع نطاق عملها ليشمل قطاع الألبسة ومحاربة التلوث الناتج عن صناعة النسيج التي ترتبط بتلويث المياه. وبخصوص هوس الشباب بالموضة أكد بعض اختصاصيي علم النفس أن الشباب والمراهقين يبحثون عن جلب الانتباه، والحصول على القبول الاجتماعي، وأن الاهتمام بالمظهر الخارجي هو شكل من أشكال التعبير والتواصل يعكس جوانب من شخصية الفرد، كما أشاروا إلى أن مسألة ثقافة الموضات والماركات العالمية ارتبطت تاريخياً بنمط المجتمع الرأسمالي الغربي كوسيلة استهلاكية لصنع الفرد المهووس باستهلاك الجديد ونبذ القديم، وذلك لكي لا تتوقف المعامل ودورة التسويق عن مضاعفة المنتجات إلى ما لا نهاية. كما أكد العديد من علماء الاجتماع على أن الصورة الذهنية السائدة وسط كثير من الشباب تتمثل في كون الغرب هو النموذج الحضاري المثالي الذي يجب الاقتداء والتباهي به لتحقيق نرجسية وقيمة الذات وسط الجميع.