عبَر سكان قرية "لمزيرعة" ببرج بوعريريج عن قلقهم الشديد، لما أسموه بسياسة اللامبالاة المنتهجة من قبل المصالح البلدية إزاء التأخر في تجسيد الوعود التي أطلقتها قبل سنوات، في تزويد وبعث المشاريع التنموية لتحسين المستوى المعيشي بقريتهم. تبعد المنطقة الريفية عن مقر بلدية المنصورة بحوالي عشر كيلومترات، تتخبط في مشاكل ومعاناة بسبب غياب ضروريات الحياة كالغاز والمياه وغياب المرافق الرياضية، رغم الملايير التي تخصصها الدولة لتثبيت العائلات في الريف، وهو ما جعلهم يعيشون حياة بدائية. أول مشكل طرحه السكان هو انعدام الغاز الطبيعي، الذي يعتبر الشغل الشاغل وحلم القرية منذ عقود، وأوضح السكان " أن الجهات المعنية وعدتهم بإنجاز المشروع وهو ما استحسنته العائلات، إلا أنه بمرور الأيام والأشهر البرنامج لم ينطلق، مما وضع السكان في دوامة من المعاناة بسبب برودة القرية في فصل الشتاء، وكذا ندرة قارورة غاز البوتان التي يفوق سعرها إلى 250 دج من أجل استعمالها في الطهي والتدفئة، فيما تضطر العائلات إلى جلب الحطب من الغابات المجاورة قصد استعماله في التدفئة وهو ما يؤثر على صحة الرضع والمسنين . ويضيف قاطنو القرية أنهم يعانون من مشكل توزيع الماء، معبرين عن تذمرهم وسخطهم عن تماطل السلطات في توفير المياه، حيث تتوفر القرية على شبكة المياه الصالحة للشرب أنجزت قبل سنوات، إلا أن الحنفيات تزورها المياه مرة في الأسبوع فقط، ويلجأون إلى جلب الماء من الينابيع الطبيعية، أو شراء صهاريج بسعر يفوق 800 دج، ولا يكفي لأيام قليلة فقط، كما طالب السكان بتعميم شبكات التطهير عبر جميع منازل القرية، حيث هناك عائلات استفادت من المشروع فيما حرمت أخرى منه ويلجأون إلى الحفر التقليدية "المطمورات" والربط العشوائي الذي أصبح يشكل خطرا على صحتهم . واشتكى السكان من غياب الطرق الفرعية في قريتهم، وهو ما أثّر على حياتهم اليومية خاصة في تنقلاتهم، وتزداد المعاناة في فصل الشتاء بسبب الطين والأوحال، حيث يجد العائلات صعوبات كبيرة في المشي والتحرك، حيث أكد أحد السكان أنه "عند تهاطل الأمطار تتحول الطرق إلى برك مائية ونجد صعوبة في نقل الموتى وكذلك النساء الحوامل إلى المستشفيات "، فرغم الشكاوى إلا أنه انشغالهم لم يؤخذ بعين الاعتبار وينتظر هؤلاء تدخل الجهات المعنية لتعبيد الطرق، الذي سيكون له فوائد على السكان، أما بخصوص الطريق الذي يربط بين قرية لمزيرعة وبلدية المنصورة فهو صالح للسير ومعبد منذ سنوات . تفتقر المنطقة الريفية إلى قاعة علاج، وهو ما جعل العائلات تتنقل إلى البلديات المجاورة كالمهير والمنصورة وعاصمة الولاية لتلقي العلاج، ورغم الشكاوي لتي رفعوها للجهات المعنية من أجل غرس هذا المرفق الصحي الهام للتقليل من حجم المعاناة إلا أن مطلبهم لم يجد أذانا صاغية، ونفس الشيء بالنسبة للمرافق الرياضية فلا دار للشباب، ولا ملعب كرة قدم رغم المراسلات التي رفعها الشباب إلى البلدية من أجل التدخل انجازها للهروب من جحيم الركود الممل، حيث أن حياه العشرات من الشباب معرضة إلى الآفات الاجتماعية والمصالح المعنية تتفرج.