يناشد سكان قرية الحمرة التابعة لبلدية المنصورة، غرب ولاية برج بوعريريج، السلطات المحلية الالتفات إلى ما يقارب 200 عائلة تعاني حياة الغبن والحرمان جراء افتقار قريتهم للمرافق الضرورية ومستلزمات الحياة، والناتج - حسب السكان - عن انعدام المشاريع الحيوية كالغاز والطرق الفرعية، وانعدام الهياكل الرياضية وتدني الخدمات الصحية. تعد القرية من المناطق النائية التي تبعد بحوالي 15 كلم عن مقر بلدية المنصورة، وتسببت الوضعية المزرية للقرية في هجرة العديد من العائلات إلى خارج البلدية بحثا عن لقمة العيش و حياة أفضل. ويعد مطلب الغاز الطبيعي المطلب الأساسي للسكان، ويعتبر الشغل الشاغل من أجل البقاء في الريف. وأكد ممثلون عن السكان أنهم رفعوا العديد من الشكاوى والمراسلات للجهات المعنية من أجل التكفل بمطلبهم، لكن بدون جدوى، ولم يجسد مطلبهم لحد الآن على أرض الواقع. وأمام هذا كله يلجأ سكان القرية إلى شراء قارورة الغاز التي يقدر سعرها ب 210 دج، تستعمل للطهي فقط. أما عن التدفئة في فصل الشتاء فيشترون الحطب، حيث يفوق سعر الحمولة الواحدة مليون ونصف سنتيم، وهي تستهلك في شهر واحد فقط بسبب البرودة القاسية. وإلى جانب الغاز الطبيعي يطالب السكان بتحسين وضعية الطرقات، فرغم أن الطريق من مقر البلدية إلى القرية معبدة إلا أنها تعاني من تدهور يضاف إلى وضعية الطرق الفرعيةالمؤدية إلى منازلهم، فهي طرق ترابية يعاني منها السكان في فصل الشتاء عند سقوط الأمطار، أين تعرقل تنقلاتهم. كما يطالب السكان من السلطات المعنية، التدخل لتعبيد الطرق الداخلية للقرية، بالإضافة إلى النقص الكبير المسجل فيالإنارة العمومية، ورغم وجود أعمدة كهربائية إلا أنها مجرد هيكل بدون روح بسبب انعدام مصابيح تعمل على إضاءة القرية في الليل، ما يصعب تنقل السكان، ناهيك عن المرافق الصحية والشبانية التي بقيت بدون فعالية كونها لا تقدم أي خدمة لفائدة للسكان بسبب انعدام الأجهزة الطبية، ويجد السكان أنفسهم مجبرين على نقل مرضاهم إلىبلدية الياشير والمنصورة لتلقي العلاج بإمكانياتهم الخاصة البسيطة. من جهة ثانية، فإن المرافق الرياضية غائبة تماما، فلا ملعب صغير ولا ملعب كرة قدم ولا دار شباب ولا أي مرفق أنجز لصالح الشبان الذين يقضون جل أوقاتهم في الفراغ الممل، في ظل البطالة الخانقة.. لكن من جهة أخرى، استفادت القرية مؤخرا من مشروع للصرف الصحي، وأفاد السكان أن الأشغال تجري على مشروع التطهير الذي استفادت منه المنطقة، وهو ما استحسنه السكان الذين كانوا يستعملون الحفر التقليدية والطرق العشوائية التي أثّرت على صحتهم. ويأمل السكان إنجاز المشروع وتعميمه عبر كل منازل المنطقة الريفية، خاصة أن فصل الصيف على الأبواب وذلك لضمان صحة أولادهم لعدم استنشاق الروائح الكريهة، لكنهم لازالوا يطمحون في حصصأوفر من المشاريع التنمويةو الاستفادة من المجهودات التي تبذلها الدولة من أجل القضاء على النزوح الريفي من خلال البرامج التنموية كالبناء الريفي، فعدد حصص البناء الريفي بالقرية ضئيلة مقارنة بعدد الطلبات المودعة بدائرة المنصورة. ويناشد السكان السلطات تزويدهم بالإعانات الريفية الكافية قصد البقاء في القرية، ومزاولة الأنشطة الفلاحية.