كشفت صحيفة " لاتربين" الفرنسية أمس أن المبعوث الخاص للرئيس فرانسوا هولاند للعلاقات الاقتصادية بين الجزائروفرنسا جون بيار رافاران طرح خلال زيارته للجزائر الأخيرة إمكانية شراء الجزائر لأسهم من مؤسسة العلامة الفرنسية بيجو التي تملك أيضا علامة سيتروان. وأضافت الصحيفة أن هذا الأمر جاء بشكل غير علني من قبل رافاران الذي صرح مؤخرا " إن فرنسا ترحب باستحواذ الجزائر على حصة من أسهم مؤسساتها، كبيرة كانت أو صغيرة، والقرار بيد السلطات الجزائرية والشركات المعنية "، مبينا في هذا الاطار أن هذا الموضوع نوقش خلال المشاورات التي جرت سابقا بين الطرفين. وتأتي الدعوة الفرنسية الصريحة لشراء أسهم من بيجو المهدد بإغلاق مصانعها بسب الأزمة الاقتصادية العالمية التي اثرت عليها بصورة كبيرة، بالنظر إلى رغبة الجزائر في تحقيق حلم السيارة الجزائرية الصنع الذي طال عمره لعقود من الزمن، وكذا بالنظر إلى حجم المبيعات الذي تحققه علامتي بيجو وستروان بالجزائر التي تأتي في المرتبة الثانية بعد العلامة الفرنسية الأخرى رونو، أين تمكنت بيجو من تسويق 54500 سيارة بالجزائر خلال الأشهر ال10 الاولى من 2012 ، أي بزيادة تقدر ب 93٪ مقارنة مع الفترة نفسها في 2011، وفقا للأرقام الرسمية. ونقلت الصحيفة عن مصدر فرنسي قوله إن الجزائر العازمة على مجيء رونو إلى الجزائر، قد تقوم بشراء أسهم من بيجو أو رونو، لتطلب بعدها منها إقامة مصنع على ترابها، مضيفا أن الجزائر التي تتوفر على نحو 200 مليار دولار من الاحتياطات الأجنبية تسمح لها هذه القدرة المالية من أن تصبح احد المساهمين في دعم برامج وإدارة هذه المؤسسات. كما أعلن المصدر أن الوفد الجزائري المكلف بالتفاوض حول إقامة مصنع لعلامة رونو في الجزائر قد زار باريس الأسبوع المنصرم للحديث عن إمكانية المساهمة أيضا في رونو، غير انه يبدو أنه لا نتائج ملموسة لحد الساعة، خاصة وان رفاران قد قال خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر بصريح العبارة " ملف رونو لم ينته بعد"، ولا تستبعد الصحيفة أن تكون هذه القضايا من بين أهم المحاور التي سيبحثها الطرفان خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرونسوا هولند إلى الجزائر يوم 19 و20 من ديسمبر الجاري. حيث قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أول أمس خلال حوار أجراه مع وكالة الأنباء الفرنسية" إننا نأمل في أن يكون اعتلاء فرانسوا هولاند سدة الحكم إيذانا بمرحلة جديدة في علاقاتنا الثنائية المقبلة تتطلب التعمق خدمة لمصلحة شعبينا "، مذكرا في هذا الشأن ب " إعلان الجزائر " الذي وقعه البلدان في مارس 2003 وعبرا فيه عن نيتهما المشتركة في" بناء شراكة قائمة على ما يجمع البلدين أي المستند التاريخي والقرب الجغرافي والأواصر البشرية وعلاقات الترابط الثنائي العديدة". مشددا في هذا الاطار على أن تكون تتحلى فرنسا بالنية الصادقة لبناء علاقات قوية، وأكد بأن الطرف الجزائري " يرجو إضفاء مضمون ملموس وعملي على الشراكة الاستثنائية التي ينشدها الشعبان، لأن أشكال الشراكة لا تهم كثيرا وما يهم هو متانتها ". وأضاف قائلا " إن الجزائر ترحب بعلاقة متينة ودينامية مع فرنسا قائمة على كثافة الأواصر وتعدد المصالح التي تربط بلدينا"، مبينا أن " متانة العلاقات بين الشعبين تمر بالتأكيد عبر تكثيف شراكة تصمد أمام العوارض وتتجاوز العلاقات التجارية التي يختصر فيها كل طرف الطرف الآخر إلى مجرد سوق لتسويق منتوجاته".