أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حرص الجزائر على بناء علاقة متينة مع فرنسا تشمل جميع الميادين، حين قال »إن رهان العلاقات المستقبلية لا يقتصر على الجوانب الاقتصادية«، معربا عن أمله في أن يكون اعتلاء فرانسوا هولاند سدة الحكم »إيذانا بمرحلة جديدة في هذه العلاقات«. حرص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الحوار الذي خص به وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، على الحديث عن مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية حين قال إن الجزائر »ترحب بعلاقة متينة ودينامية مع فرنسا قائمة على كثافة الأواصر وتعدد المصالح التي تربط بلدينا«، وبدا الرئيس متقيدا بالأسئلة المطروحة عليه والتي جاءت خالية من مطالب الاعتراف بالجرائم الاستعمارية أو الاعتذار عنها، وركزت على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المنتظر في 19 ديسمبر بالجزائر. وأكد رئيس الدولة نية الجزائر في بناء شراكة مع فرنسا تكون »قائمة على ما يجمع البلدين أي المستند التاريخي والقرب الجغرافي والأواصر البشرية وعلاقات الترابط الثنائي العديدة«، حين قال إن »الطموح هذا ما يزال قائما بالنسبة للطرف الجزائري الذي يرجو إضفاء مضمون ملموس وعملي على الشراكة الاستثنائية هذه التي ينشدها الشعبان«، قبل أن يضيف أن »أشكال الشراكة في نهاية الأمر لا تهم كثيرا ما يهم هي متانتها«. وحول ذلك، أوضح بوتفليقة أن تمتين العلاقات مع فرنسا لن يتحقق إلا عبر تكثيف الحوار السياسي على كافة المستويات، معلّقا بالقول »الحوار الذي لا غنى عنه في رأيي لتحديد الوجهة التي نريدها لإستراتيجية التعاون التي نطمح إلى تطويرها على المدى البعيد بين البلدين«، وهو ما اعتبره السبيل الوحيد ل»تجاوز الكثير من العوائق ويمكننا التوفيق حقا بين مصالحنا التي ينبغي أن تتحرر من الاعتبارات الظرفية الزائلة لا محالة«. وفيما يتعلّق بمستقبل العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا بعد وصول فرانسوا هولاند إلى قصر الإيليزي، قال بوتفليقة إن رهان العلاقات المستقبلية يقوم على جميع الأصعدة ولا يقتصر على العلاقات الاقتصادية، حين قال »إن الجزائر تنتظر من فرنسا المرافقة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية«، وهو ما اعتبره »ورشة واسعة تحتاج إلى تحسين تكوين العنصر البشري وإلى النقل الحقيقي للتكنولوجيا وإلى شراكة مربحة للطرفين في المنظومة الإنتاجية«، قبل أن يشدد على أن التحدي الذي يرفعه البلدان للنهوض بعلاقاتهما الثنائية في ظل »الكثير من المكاسب والأوراق الرابحة« التي يتقسمانها، يكمن في »بناء شراكة تصمد أمام العوارض وتتجاوز العلاقات التجارية التي يختصر فيها كل طرف الطرف الآخر إلى مجرد سوق لتسويق منتوجاته«. وفي رده على سؤال حول الجديد الذي سيأتي به هولاند بالنسبة للعلاقات الثنائية، أجاب بوتفليقة بالقول »ما تنتظره الجزائر من فرنسا هو المرافقة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وهي ورشة واسعة يجري التكفل بها حاليا وتحتاج إلى تحسين تكوين العنصر البشري وإلى النقل الحقيقي للتكنولوجيا وإلى شراكة مربحة للطرفين في المنظومة الإنتاجية«، ليضيف »مهما يكن من أمر فإننا نأمل في أن يكون اعتلاء فرانسوا هولاند سدة الحكم إيذانا بمرحلة جديدة في علاقاتنا الثنائية المقبلة تتطلب التعمق خدمة لمصلحة شعبينا«. من جهة أخرى، رفض رئيس الجمهورية تقديم حصيلة لنصف قرن من العلاقات الثنائية مع فرنسا، واعتبرها »مجازفة« بحكم أن رصد أهم ما ميز تلك العلاقات منذ الاستقلال من صلاحيات »يقع على عاتق المؤرخين والباحثين في البلدين، من خلال الشروع في عمل مشترك حقيقي من أجل قراءة هذا التاريخ الحافل والثري الذي اكتنفته السراء والضراء بما يشهد على كثافة علاقاتنا«، وعلى الرغم من تحفظه غير أن بوتفليقة شدد وجوب العمل سويا من الزاوية السياسية والإستراتيجية، حين قال »إننا نتحمل مسؤولية تجاه شعبينا، وعلينا أن نستخلص العبر من تجربتنا الماضية من أجل أن نصحح في مجرى العمل منحى التعاون والشراكة الذي يبقى دوما قابلا للتحسين«، ليختم بالقول »يمكننا أن نعرب عن اغتباطنا لكون البلدين استطاعا على مر الزمن إضافة اللبنة تلو الأخرى إلى ذلك الصرح الكبير الذي نرغب في بنائه سويا صرح يكون نموذجا في التعاون في حوض المتوسط«.