بعد تسجيل مصالح الحماية المدنية لعدة حوادث مميتة راح ضحيتها العديد من طلبة العلم على مستوى الإقامات الجامعية بسبب استخدام غاز البوتان كحل لمقاومة موجات البرد القارس مع كل موسم شتاء معرضين بذلك حياتهم لخطر الإختناق في صمت بغاز أحادي أكسيد الكربون ، و على اثر ما حصدته هذه الأخيرة من أرواح بريئة صدرت تعليمة مؤخرا من المديرية العامة للخدمات الجامعية شددت فيها على ضرورة إخلاء جميع الغرف الموجودة على مستوى الإقامات الجامعية للذكور والإناث، من غاز ‘'البوتان'' أو تلك "المواقد" الكهربائية لما تشكله من خطورة على حياتهم إلا أن دار لقمان مازلت على حالها ولا شيء تغير إلى غاية الآن ، فالكثير من الطلبة لم يبدي أي اكتراث للعواقب الوخيمة التي قد تودي يحياتهم الى الموت ،و هذا ما لمسناه من خلال تفقد جريدة "المستقبل العربي" لواقع الإقامة الجامعية للمدرسة العليا للأساتذة كنموذج لهذه الوضعية أين نقلنا لكم بعض اراء المقيمات حول هذا الموضوع. فيما تستخدمه الطالبات بحثا عن التدفئة و الأكل في الغرف الجامعية و في ظل غياب التدفئة المركزية لم تجد الطالبات مناصا من اللجوء الى استعمال غاز البوتان كوسيلة للتدفئة لكن نقص الوعي و المعرفة في استعمال هذه الوسائل اضافة الى ضيق الغرف الجامعية زاد من تكرار مثل هذه الحوادث و على حد قول الطالبة "يسرا"' 23 سنة :" يصعب علينا الإستغناء عن استعمال قارورة غاز البوتان لحاجتنا الماسة له للطبخ و تعويض الواجبات التي يقدمها المطعم الجامعي فهذا ذوق خاص لتذوق مأكولاتنا بأيدينا و نظرا لحالة الطقس البارد في منطقة بوزريعة المتميزة بالبرودة الشديدة و انخفاض درجة الحرارة خاصة في الليل لا يسعنا إلا استعماله مع أنا نعلم مخاطره الذي يسبب الاختناق أو الانفجار و لكننا في حماية الله و حفظه." و تضيف "رانية" 21 سنة بأن الظاهرة موجودة رغم المراقبة المستمرة من ادارة الاقامة لمنع ادخال غاز البوتان و تذكر بأن الحل يكمن في توفير التدفئة المركزية التي تخفف من حدة استعماله و لضمان الوقاية لأمن الطالبات قبل التفكير في علاج ما يترتب عن استخدامه من كوارث نحن في غنى عنها." و أما "صبرين" 22 سنة تؤكد عدم معرفة الطالبات لطريقة الاستخدام الجيدة لهذه القارورة و التي يتوجب غلقها بإحكام حتى نتفادى تسرب الغاز داخل الغرف و الذي قد يتسبب في انفجار في ثواني بمجرد إشعال مقاومة كهربائية للتسخين والتدفئة ، و تضيف :" أن السبب الرئيسي وراء ضرب عرض الحائط قرارات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي تقضي بمنع إستخدام قارورات غاز البوتان من طرف الطالبات هي معاناتنا اليومية مع البرودة الشديدة و الفوضى العارمة التي تخيم على المطعم الجامعي ، فمن أجل الحصول على الوجبات الغذائية علينا بالانتظار وسط طابور طويل وهو ما جعلنا نحول غرفنا الى مطابخ مع ادراكنا للعواقب الوخيمة التي قد نعيش مأساتها."،و بعد تعذرنا من الاتصال بإدارة الإقامة حاورنا أحد الأعوان المكلفين بالأمن و الذي من جهته لم ينفي وجودها لكنه أكد بأن مسؤوليين الإقامة يحرصون على تطبيق تعليمة منع استعمال غاز البوتان في الغرف الجامعية دون أن ينفي حدوث استثناءات و إدخال هذه الأجهزة في غفلة منهم. أطباء يحذرون من خطورة غاز البوتان و في اتصالنا مع الطبيبة "ن.سهيلة " طبيبة عامة أشارت الى خطورة استخدام غاز البوتان لما يسببه من ازهاق للأرواح خاصة في الإقامات الجامعية فهي ليست سكنات عائلية منفردة بل غرف متلصقة و ضيقة تنعدم فيها مخارج التهوية و تتسبب أي شرارة كهربائية في حدوث انفجار يمكن أن ينتقل الى رواق أو مجموعة أروقة بكاملها اضافة الى مخاطر الاختناق المنفردة أو الجماعية وهو ما لا نرغب في حدوثه ، لذا من الواجب التكثيف من الحملات التحسيسية للوقاية من مخاطر التسمم و الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون للحد من انتشاره خاصة في الأحياء الجامعية حماية لأجيال الواعدة للأمة".