علمت ''الجزائر نيوز'' من مصادر مطلعة أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية، وجه تعليمات صارمة لكل مدراء الخدمات الجامعية على المستوى الوطني تتمثل في ضرورة توفير التدفئة في كل الإقامات الجامعية· وحسب مصادرنا، فإن الوزير شدد على تطبيق هذه التعليمة جملة وتفصيلا، وهدد بإقالة كل مسؤول من منصبه مباشرة في حالة وجود أية إقامة جامعية تسير تحت إشرافه تغيب فيها التدفئة· أكدت مصادرنا أن المسؤول الأول عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كلف مدراء الخدمات الجامعية بمتابعة هذا الملف بالتدقيق، وأن يتحمّل كل مدير مسؤوليته في حالة عدم تطبيق هذه التعليمة، مضيفا أن مدراء الخدمات الجامعية الجهوية هم من يوجهون هذه التعليمات لمدراء الإقامات الجامعية ويسهرون على تطبيقها ومتابعة مدى تطبيق هذه التعليمات في الميدان· وفي السياق نفسه، أشارت مصادرنا إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أولت خلال هذه السنة الجامعية أهمية كبيرة لملف التدفئة في الإقامات الجامعية بهدف توفير الشروط الضرورية للطلبة المقيمين بالأحياء الجامعية· وتأتي هذه التعليمة - حسب المصادر ذاتها - بهدف وضع حد للحركات الاحتجاجية التي يشنها الطلبة كل سنة في العديد من الإقامات الجامعية على المستوى الوطني حيث يطالبون بالتدفئة، حيث شهدت السنة الجامعية المنصرمة موجة عارمة من الإضرابات والاحتجاجات في عدة إقامات جامعية عبر التراب الوطني على غرار ولاية تيزي وزو، الجزائر العاصمة، البيض، وهران، المدية، سطيف، عنابة، بومرداس·· وغيرها من الولايات· وفي هذا الإطار كشفت مصادرنا أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سجلت خلال السنة المنصرمة في معظم اللوائح والمطالب التي رفعتها مختلف التنظيمات الطلابية المعتمدة، وكذا اللجان الطلابية المستقلة، الإلحاح على طرح مشكل التدفئة في الإقامات الجامعية، والتي صنفوها ضمن مطالبهم الرئيسية· ومن جهة أخرى، تهدف هذه التعليمة، حسب المصدر ذاته، إلى سعي الوزارة لوضع حد لقارورات غاز البوتان التي يلجأ لها الطلبة لتوفير التدفئة في الغرف الجامعية بسبب البرودة الشديدة، وهي الظاهرة التي أدت إلى تسجيل عدة إصابات وحوادث أدت إلى وفاة البعض منهم، وهي الظاهرة التي أجبرت الوزارة الوصية على اتخاذ إجراء منع إدخال قارورات غاز البوتان إلى الإقامات الجامعية، التعليمة التي ضرب بها الطلبة عرض الحائط كون العديد من الإقامات الجامعية تفتقر للتدفئة، ما جعلهم يغامرون بحياتهم ويستعملون قارورات الغاز· وذكرت مصادرنا أن غياب التدفئة في الغرف الجامعية دفع بالعديد من الطلبة الى استخدام ''المقاومات الكهربائية'' التي كانت في الكثير من الأحيان السبب الرئيسي في رداءة قوة التيار الكهربائي وانقطاعه بصفة متكررة بسبب الإفراط في استعمال هذه التجهيزات الكهربائية حين تشتد البرودة، وهي الوضعية التي حرمت الطلبة المقيمين في الأحياء الجامعية من الإنارة، ناهيك عن العواقب الوخيمة الناتجة عنها، لاسيما في فترة الامتحانات··