يبقى فصل الشتاء لسنة 2012 راسخا لمدة طويلة في أذهان سكان ولاية المدية الذين عاشوا أصعب لحظات في حياتهم على مدار 15 يوما جراء سقوط كميات معتبرة من الثلوج مطلع شهر فيفري الماضي سببت متاعب كبيرة و مخاوف للسكان حسب شهادات عدد من المسنين. و ذكر هؤلاء أن هذا التساقط – الاستثنائي- للثلوج كان شبيها لحد كبير بذلك الذي عايشوه منذ أمد بعيد في منتصف الستينيات حيث اجتاحت عاصفة ثلجية وسط و شمال شرق الولاية مما أدى إلى عزل القرى لأيام. و لم ينج السكان إلا بفضل روح التعاون و التضامن السائدة آنذاك. و لم تكن التقلبات الجوية لفيفري 2012 متوقعة لدرجة أنها فاجأت السكان بما في ذلك الهيئات المكلفة بالتعامل مع هذا النوع من الأوضاع المستعجلة حيث أن جهاز إزاحة الثلوج المنتشر عبر المواقع الإستراتيجية للولاية لم -يجد نفعا- بعد ساعات من التدخل نظرا لغزارة الثلوج و انتشار رقعة التقلبات الجوية. و أدت الاضطرابات الجوية إلى عرقلة حركة المرور و غلق العديد من محاور الطرق الحساسة بالإضافة إلى شل جل النشاطات بصفة عامة.كما سجل ضغط على المواد الضرورية عبر العديد من التجمعات الحضرية و صعوبة التموين نتج عنه تهافت المواطنين على العدد الضئيل من محلات التجار الذين فتحوا محلاتهم رغم رداءة الأحوال الجوية. و ازداد هذا الضغط تفاقما بعد مرور ثلاثة أيام على العاصفة الثلجية ليشمل مادة إستراتيجية أخرى ألا و هي غاز البوتان حيث افتقر أكثر من ثلثي سكان المنطقة لقارورات الغاز لأغراض التدفئة و تحضير الوجبات الغذائية. و قد تأثر سكان المناطق الريفية خاصة منهم القاطنون بالقرى و المداشر النائية نتيجة العاصفة الثلجية إذ وجد آلاف السكان أنفسهم في عزلة و بدون مؤونة لأكثر من أسبوع. و بعد أن هدأت العاصفة لفترة قصيرة شرع في اليوم الثامن في تنظيم الإسعافات و تجنيد وسائل إضافية لكسح الثلوج لفك العزلة عن السكان من خلال إعادة فتح محاور الطرقات في وجه حركة المرور و إيصال المؤونة إلى السكان المعزولين وتوجهت فرق الحماية المدنية و الدرك الوطني إلى السكنات المتناثرة عبر بلديات كل من العيساوي و بعطة و أولاد إبراهيم و أولاد عنتر لإيصال المساعدات إلى السكان. و سجلت من جهة أخرى خسائر جسيمة بقطاع التعمير عبر 40 بلدية من مجموع 64 تضمها الولاية. و قدرت مديرية القطاع قيمة هذه الخسائر ب13ر1 مليار دج. و كانت الخسائر التي لحقت بالقطاع الفلاحي معتبرة هي الأخرى لاسيما بفروع تربية الدواجن و الأشجار المثمرة و إنتاج الحليب حيث قدرت بملايين الدينارات.كما يأمل سكان المدية ان تكون سنة 2013 عاما خير و سلام عليهم دون خسائر داعين الله عز وجل أن يوفقهم لذلك.