من هم الأفارقة المقيمون في فرنسا بصورة غير مشروعة ؟ عندما سمحت فرنسا الاستعمارية لنفسها منذ ما يقرب من قرنين من الزمن ، بغزو شمال إفريقيا وعمقها وانتشرت جنوبا وشمالا وغربا وشرقا ، كان غزوها لتلك الأقطار همجيا وحشيا ، وهذا معروف وقد اعترف به هولاند عندما تحدث في الجزائر عن ذلك ، حيث خربت وقتلت وسرقت ونهبت وفرضت قوانينها وأحكامها ، ترى هل كانت إقامة جنودها ومستوطنيها من المعمرين أو المستعمرين بالمعنى الأصح مشروعة ؟ وتحت أي بند من البنود القانونية والمشروعية ؟ الجواب أن ذلك كان احتلالا وإذلالا لتلك الشعوب ، ومنذ ذلك الحين وبؤساء إفريقيا ومعذبوها وفقراؤها كانوا يهربون من بلادهم إلى فرنسا احتماء ونجاة بأنفسهم من القتل والسخرة والحقرة ، وكانوا في فرنسا يقومون بخدمة الفرنسيين على أنهم " الأسياد " ولم يشعروا في تلك الحقب التاريخية الحالكة بأنهم مقيمون غير شرعيين ، لأن الحكومات الفرنسية كانت تقوم من فرنسا بتجنيدهم لقتال إخوانهم في أقطار أخرى وأحيانا في الهند الصينية ، وربما تعَوَّد الأفارقة على أن يجعلوا من فرنسا ملجأ لهم حيث كانوا يقومون بتقديم الخدمات الشاقة لصالح الدولة " الحضارية" الفرنسية ، ثم مرت الأيام واستقلت بعض الدول الإفريقية شكلا ! واستمر الحال على ما هو عليه ، وتعود هؤلاء الأفارقة أن يقصدوا فرنسا وهم يقدمون الخدمات ....وفرنسا تقول اليوم بأن إقامات هؤلاء غير مشروعة ونسيت أو تناست أنها أقامت هي في بلدانهم لحقب زمنية طويلة مظلمة إقامة غير شرعية ، تعتمد ما ذكرناه من القهر والإرهاب والفتك والتنكيل ، وفرنسا اليوم يصعب عليها أن تعوض هؤلاء عما فعلته بهم ولو من قبيل الاعتذار والتكفير غير المكلف عما ارتكبته بحق هذه الشعوب من جرائم ، علما بأن من الفرنسيين من يرى اليوم أن هؤلاء يمثلون اليد العاملة الرخيصة في بلادهم ومع هذا فإن الحكومة الفرنسية تصم آذانها عن سماع تلك الأصوات وتتجاهل كل ما تدعيه عن الثقافات الحضارية القائمة على أساس من العدل والمساواة وحقوق الإنسان ، ولكن على من تقرأ زابورك يا داوود ؟ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين .