تعرضت معظم المحاصيل الزراعية الجاهزة للجني للتلف بسبب التقلبات الجوية الأخيرة، كما بقي البعض الآخر منها بدون جني نظرا للبرد و الثلوج و تساقط الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى خسارة كل فلاح لما يعادل 50 ألف دينار، و هذا الرقم مرشح للارتفاع في حال استمرار سوء الأحوال الجوية. تكبد حوالي مليون فلاح عبر الوطن خسائر معتبرة نظرا للتقلبات الجوية الأخيرة، و يتوقع إتحاد التجار الذي تلقى شكاوي في هذا الشأن من قبل العشرات من الفلاحين، أن تصل الخسارة إلى حد اليوم 50 ألف دينار لكل فلاح، إلى 500 مليون سنتيم بالنسبة لمجموع الفلاحين التقريبي عبر الوطن. مؤكدا أن خسارة الفلاحية مرشحة للارتفاع في حال استمرار رداءة الأحوال الجوية خلال الأسبوعين المقبلين. وأوضح الناطق الرسمي باسم إتحاد التجار و الحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، أن النقص الموجود في غرف التبريد يطرح مشاكل عديدة على مستوى أسواق الجملة و التجزئة و يوسع فارق الأسعار من 50 إلى 150 بالمائة، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الخضر الموسمية مثل الطماطم و اللفت و الجزر، كما أن الأمطار الغزيرة التي تستمر لأيام و الثلوج تتسبب عموما في فساد و خسارة المحاصيل الزراعية الجاهزة للجني و على رأسها البطاطا، و بعضها الآخر تبقى بدون جني بسبب عدم تمكن العاملين و الفلاحين من جنيها نظرا للبرد الشديد كما أن الثلوج تجعل الكثير من القرويين يمكثون في بيوتهم خوفا من شدة البرد، كما أوضح ذات المتحدث، أن إتحاد التجار تلقى العديد من الشكاوي من قبل الفلاحين الذين تعرضت محاصيلهم الزراعية الجاهزة للجني إلى التلف. و أضاف بولنوار، أن استمرار التقلبات الجوية يؤدي لا محالة إلى ارتفاع في أسعار الخضر بنسبة تفوق 20 بالمائة، مما ينبئ بالتهاب في سوق الخضر و الفواكه الأيام المقبلة خاصة الموسمية منها. و أكد بعض الفلاحين أن هذا التساقط الغزير للأمطار سيعود بفائدة جمة على الزرع و بساتين الأشجار ، و هو ما ينبئ بمحصول وافر في مختلف المنتوجات الفلاحية بعد أن دق الكثيرون ناقوس الخطر من موسم فلاحي جاف عقب الشح المسجل في تساقط الأمطار منذ حلول فصل الخريف ، خصوصا و أن أغلب البلديات تعتمد الفلاحة و الرعي كنشاط اقتصادي رئيسي يشكل مصدر دخل وحيد للمواطنين ، و كان انعدام الأمطار في الفترة الأخيرة قد أخر قيام المئات من الفلاحين بعملية البذر بالنسبة لبعض الحبوب ، حيث أكدوا أن التربة لم تكن مهيأة لذلك.