قال الرئيس السوري بشار الأسد إن قواته تستعيد زمام المبادرة على الأرض في مواجهة المعارضة المسلحة، بينما أرسلت الخارجية السورية رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بشأن برنامج الأسد السياسي لحل الأزمة. و عقد أكبر جناحين للمعارضة السورية مؤتمرين في باريس وجنيف، تزامنا مع إقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بحيرته بشأن كيفية التعاطي مع الأزمة في سوريا، ونقلت صحيفة لبنانية عن زوار التقوا الأسد بدمشق تأكيده أن "الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض وحقق نتائج هامة"، وأنه حال دون سيطرة المعارضة على محافظات بأكملها، بينما "ظل ملعبهم" مناطق حدودية مع تركيا والأردن ولبنان وبعض الجيوب التي يتم التعامل معها في محيط دمشق التي أكد أن نقاطها الإستراتجية "آمنة، ولاسيما طريق المطار"، وشدد الأسد على أنه "لا تزحزح عن بنود اتفاق جنيف" الذي أقرته مجموعة العمل بشأن سوريا يوم 30 جويلية الماضي، ولم يشترط تنحي الأسد الذي تنتهي ولايته عام 2014، وأضافت الصحيفة المقربة من النظام السوري أن الأسد رد على طرح الموفد الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي خلال زيارته الأخيرة لدمشق مسألة التنحي في المرحلة الانتقالية، بتأكيده أن الحل السياسي يحدده "الوضع الميداني الذي يتحسن يوما بعد آخر" لمصلحته، كما انتقد الأسد الدعم التركي للمعارضة، معتبرا أن إغلاق أنقرة حدودها في وجه المقاتلين سيتيح له حسم المعركة "خلال أسبوعين"، من جهة أخرى طالب البيض الأبيض مجددا الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، مستنكرا أعمال العنف الدائرة في سوريا، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "ليس هناك شك، وكنا واضحين تماما، بأننا نستنكر العنف الذي يحدث في سوريا وموقفنا القوي الذي اتخذناه بأن على الأسد أن يرحل، وأن أيامه أصبحت معدودة، وسيسجله التاريخ على انه طاغية تلطخت يداه بالكثير من الدماء السورية"، وأضاف "أننا نشهد الآن تقدم للمعارضة في سورية، وأعتقد أننا قد رأينا قبضة الأسد على السلطة في سورية ترتخي وسنواصل اتخاذ خطوات مع شركائنا لتوفير المساعدات الإنسانية والمساعدات غير القتالية للمعارضة، والعمل مع شركائنا للمساعدة حول مرحلة سورية ما بعد الأسد والتي تعكس إرادة الشعب السوري، لأن النتيجة هي حق السوريين في تقرير مستقبلهم بأنفسهم"، في الشأن ذاته، اعتبرت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر تصريحات رئيس الحكومة الروسية ديمترى ميدفيديف حيال سوريا، ومصير الرئيس السوري بشار الأسد "تعبر عن موقف جديد لروسيا تجاه الأزمة في سوريا"، وأعرب فهد المصرى، المتحدث الإعلامي مسؤول إدارة الإعلام المركزي بالقيادة المشتركة للجيش السوري الحر والمقيم بباريس، في تصريح صحفي أمس الأول، عن أمله أن تأخذ هذه التصريحات طريقها نحو التفعيل العملي في مجلس الأمن الدولي، وفى وقف مد النظام السوري بالسلاح، ووقف دوامة العنف بما ينسجم مع روح هذه التصريحات ويخدم قضية الشعب السوري ومطالبه في التغيير، وبما يحفظ مصالحه المشتركة مع الدول والقوى الإقليمية والدولية.