ركزت توصيات المشاركين في الملتقى الدولي حول "الأسرة بين المهام والتحديات"، الذي نظمته جمعية "جزائر الخير" مطلع الأسبوع الفارط، في إطار برنامج احتفالي بمناسبة المولد النبوي الشريف، على ضرورة إنشاء مؤسسات إعلامية تسهم في الوقاية من الأخطار التي تهدد الأسرة والمجتمع، داعين مختلف المؤسسات الفاعلة في المجتمع المدني إلى التعاون من أجل المعالجة الناجعة لآفات الاجتماعية، وكذا تقديم دراسات للظواهر الجديدة. مشاركة جزائرية وعربية وقد عرف هذا الملتقى الدولي على مدار يومين مشاركة، نخبة من الأساتذة والدكاترة، من دول عربية، على غرار الدكتور أحمد أبو حلبية عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، ورئيس لجنة القدس بالبرلمان، ونائب رئيس رابطة علماء فلسطين في قطاع غزة، والدكتور الطيبيب أحمد الأبيض من تونس، وهو مختص في قضايا الأسرة والمجتمع وصاحب مؤلفات كثيرة في المجال، والدكتور مولاي عمر بن حمادي من المغرب، وهو مختص في الدراسات الإسلامية، كما يرأس مركز الأبحاث والدراسات القرآنية بجامعة المحمدية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فضلا عن أكثر من عشرين أستاذ وباحث جزائري. مواضيع عديدة للنقاش ودارت النقاشات والمداخلات حول مواضيع وقضايا تطال الأسرة، الأبناء، والمجتمع، والمشاكل والظواهر التي تعصف بهم، إذ تم التطرق لموضوع "الأسرة بين عوامل البقاء وعوامل الفناء" بمشاركة الدكتور ناصر قارة، الأستاذ بكلية العلوم الإسلامية بخروبة، إلى جانب الدكتورة دليلة آيت شاوش، أستادة بكلية الحقوق، التي ناقشت موضوع "التنشئة الإيجابية". أما الدكتور الطبيب أحمد الأبيض فقد طرق في مداخلته، موضوع "مقومات الأسرة الناجحة"، من خلال طرح آراء جريئة، في حين تطرق دكاترة من كلية علم الاجتماع بعنابة، كلية العلوم الإسلامية بخروبة، وكلية اللغات ببرج بوعريريج، إلى مواضيع مثل تعليم الأبناء، تنامي ظاهرة الطلاق في مجتمعاتنا، وكيفية معالجتها، وكذا المدرسة ودورها كأسرة ثانية. كما لم يغفل المشاركون في الملتقى، مناقشة معطيات المناهج التدريبية المهاراتية، والمناهج التعليمية، الدورات التدريبية للأسر والأبناء، إضافة إلى جوانب تنمية الإبداع لدى طفل الروضة، وتأثير وسائل الإعلام على الأسرة وتربية الأبناء، معرجين على موضوعات حساسة لظواهر اجتماعية استفحلت في الوقت الراهن مثل عمل المرأة خارج البيت، أسباب وانعكاسات العنوسة، وتأخر سن الزواج لدى الشباب. أما بالنسبة لمداخلة الدكتور أحمد أبو حلبية من فلسطين فقد حملت عنوان "القيم الأسرية في المنطقة المغاربية بين الأصل والوافد، والتي كانت ثائرة إلى حد ما، خاصة فيما يتعلق بالسلوكيات الوافدة على أسرتنا المغاربية، وكذا العادات القديمة التي لا علاقة لها بالدين، ليختتم النقاش بمداخلة لرئيس جمعية "جزائر الخير"، عيسى ابن الأخضر، والذي تطرق إلى موضوع "الجمعيات التربوية وسد فراغات التنشئة الاجتماعية". دعاوى للتعاون من أجل معالجة الآفات الاجتماعية وبعد يومين من المداخلات، والنقاشات خلص المشاركون إلى مجموعة توصيات دعوا من خلالها إلى دراسة ظاهرة الطلاق، العنوسة، والعزوبية، التي تكاد تصل إلى أرقام قياسية، في بلادنا، مشددين على ضرورة إنشاء مؤسسات إعلامية تسهم في الوقاية من الأخطار التي تهدد الأسرة والمجتمع، كما دعوا المفكرين والعلماء، والمثقفين إلى المساهمة الجادة في معالجة قضايا الأسرة عموما، والطفولة بشكل خاص، وذلك في ظل التأثير الإعلامي متعدد الوسائط، إضافة إلى دعوة المجتمع المدني إلى إشراك مراكز البحث، الجمعيات الفاعلة، المؤسسات الأمنية، القضائية، والتربوية، للإسهام في المعالجة الناجعة للآفات الاجتماعية. وأوصى المشاركون أيضا إلى تكثيف الجلسات العلمية التي تختص بمعالجة قضايا الأسرة والمجتمع. "جزائر الخير" أنشطة خيرية.. ثقافية.. وتربوية وجاء هذا الملتقى في إطار برنامج احتفالي ثري، سطرته جمعية "جزائر الخير" بمناسبة المولد النبوي الشريف، مند تاريخ ال20 من الشهر الفارط، والذي شمل العديد من الأنشطة الخيرية، الثقافية، والتربوية، مثل المسابقات الثقافية، والفكرية، والندوات والمحاضرات التربوية. وعلى غرار الملتقى الدولي حول "الأسرة بين المهام والتحديات" الذي عرف مشاركة جزائرية وعربية، لباحثين ومتخصصين في المجال، شمل البرنامج أيضا مهرجانا للإنشاد والمديح الديني، يضم عدة ولايات منها بجاية، وهران، باتنةعنابة، وكذا بشار، البيض، والجلفة، شاركت فيه فرق إنشادية جزائرية، إلى جانب المنشد العراقي محمد العزاوي، والمنشد الأردني موسى مصطفى. أما على صعيد النشاطات الخيرية، نظمت الجمعية حملة "مأدبة الأيتام في ذكرى مولد خير الأنام" لإكرام ومساعدة أربعين ألف يتيم، نظمت في أكثر من 20 ولاية، فضلا عن حملات تطوعية لفرق من شباب ونساء الخير، الذين قامو بزيارات للمستشفيات ودور العجزة.