إن المتتبع لحالة المجتمع الجزائري اليوم، في مجال الآفات الاجتماعية، من خلال ما يكتب في الصحافة، وما تصرح به مصالح الأمن والدرك الوطني، وما يصدر عن جلسات المحاكم، وغير ذلك من وسائل الرصد والملاحظة سيكتشف بأن المجتمع الجزائري يعاني اليوم من آفات اجتماعية خطيرة ومتعددة مست جل المستويات والأعمار ولم تعد تقتصر على الذكور من الشباب فقط بل مست الجنسين من أعمار مختلفة، ووصلت حتى إلى بعض الشيوخ! مما يهدد كيان المجتمع في صميمه. بعض الآفات الاجتماعية يأتي في مقدمة هذه الآفات الاجتماعية: العنف بكل أشكاله وأنواعه، وعلى جميع المستويات: في الأسرة والمدرسة، والطريق، والسوق، وبين الجيران، ومستعملي الطريق...، من العنف اللفظي، إلى العنف المادي، الذي وصل إلى تجريد الناس من ممتلكاتهم بالقوة و التهديد، والضرب والجرح وحتى القتل، وأحيانا في النهار وعلى مرأى من الناس. كما أن السرقة أصبحت الهاجس المرعب للجميع بسبب ما استحدثه السرّاق من أدوات ووسائل. كما انتشرت المخدرات وشرب الخمور بين فئات المجتمع المختلفة، ووصلت حتى إلى المدارس الابتدائية. وكذلك العلاقات الجنسية المحرمة شرعا في الإسلام من الزنا والسحاق واللواط.....وحتى زنا المحارم؟ وأما الحديث عن التدخين فأصبح أمرا بسيطا بالمقارنة مع الآفات الأخرى. وتعاني المؤسسات التعليمية بالجزائر اليوم على اختلاف مستوياتها من آفات اجتماعية رهيبة: هذه بعضها .عدم الرغبة في الدراسة، نتج عنها: . آفة الغياب لدى المتمدرسين .آفة الغش في الامتحانات. . ونتج عن ذلك التسرب المدرسي الرهيب. .آفة تناول التدخين والمخدرات لدى المنتسبين للمؤسسات التعليمية. .تناول الخمور من طرف بعض المنتسبين للمؤسسات التعليمية . العشق والغراميات وما ينتج عن ذلك من العلاقات الجنسية واللقطاء لا سيما لدى ا الجامعيين والجامعيات. . آفة الابتذال في اللباس وكأن المؤسسات التعليمية خاصة الجامعية منها معرض للمودة؟ تساؤلات الإشكالية والسؤال المطروح أين يكمن السبب الحقيقي الذي أدى إلى وجود هذه الآفات وساهم في انتشارها في المجتمع الجزائري اليوم وحتى في وسط المؤسسات التربوية التي كان يفترض فيها القيام بالدور التربوي وإذا بها تصبح مرتعا لهذه الآفات؟؟ 1 هل هو غياب التنشئة الاجتماعية الصالحة على مستوى مؤسسات التنشئة الاجتماعية من الأسرة والمدرسة والمسجد؟ نجم عنها التحلل من الواجبات الدينية، والسير في بحر الشهوات وما ينجم عن ذلك من الآفات؟ 2 هل الأسرة الجزائرية لها القدرة على تربية أبنائها ومراقبتهم ومتابعتهم؟ أم أنها عاجزة عن ذلك؟ وما أسباب ذلك العجز؟ 3 وحتى إذا كانت لها القدرة على المتابعة فما هو مجال المتابعة؟ هل هي متابعة تربوية شاملة تقوم على تصور واضح في أهدافه ووسائله؟ 4 أم أنها لا تعدو أن تكون متابعة بيولوجية تهتم بالمأكل والملبس والعلاج والإيواء؟ 5 وفي أحسن الحالات متابعة دراسية من أجل النجاح في الامتحانات؟ 6 أم أن السبب يعود للغزو الثقافي الغربي لمجتمعات المسلمين مستخدما الوسائل التكنولوجية المتطورة والمحبذة للنفوس، من هاتف محمول، وأنترنات، وفضائيات ... 7 أم أن مجتمعنا اليوم يعاني من العجز الداخلي في مجال التنشئة الاجتماعية، سواء على مستوى الأسرة بسبب ما تتعرض له من إكراهات من ضيق المسكن الذي يفرض على الشباب المبيت خارج المنزل لتنام أخواتهم الفتيات ؟ وما يحدث لهم خارج المنزل من آفات؟ بالإضافة إلى الفقر وعدم قدرة الآباء التحكم في أبنائهم وبناتهم. بالإضافة إلى الغزو الثقافي الخارجي بوسائله المتعددة؟ 8 هل مؤسساتنا التربوية اليوم على اختلاف مراحلها تقوم بوظيفتها التربوية؟ من خلال برامجها التي تراعي هوية مجتمعنا وتسعى للحفاظ عليه واستقراره، واتصاف معلميها وأساتذتها بالقدوة الحسنة، وتثمّن العلم وتسعى لللحاق بركب التكنولوجية؟ أم أنها تقوم بالتعليم فقط لإعطاء شهادة بدون محتوى علمي ولا تربوي؟ بعيدة كل البعد عن التربية؟
يرجى من الأساتذة الكرام افادتنا بملخصات المداخلات الخاصة باليوم الدراسي المذكور أعلاه و ذلك قبل تاريخ : الأربعاء 12 ديسمبر 2012 تودع المشاركات بمكتب النشاطات و الملتقيات بمقر المركز الثقافي الاسلامي فرع الجلفة الكائن بحي الحدائق مقابل حديقة الولاية .