قال، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال زيارته إلى الجزائر، أمس الأول، إن موسكو مستاءة من "الدور الغامض الذي تؤديه فرنسا بالساحل الأفريقي"، مضيفا في هذا الصدد إن باريس "تحارب اليوم نفس الأشخاص الذين سلحتهم أمس في ليبيا". وصرح لافروف، أن "باريس تجني اليوم بمالي ما قامت بزراعته بليبيا"، مشيرا إلى أن "المتمردين بشمال مالي هم من قامت فرنسا بتسليحهم أيام الحرب الليبية لإسقاط نظام معمر القذافي". وبالنسبة لوزير الخارجية الروسي، فإن طبيعة العلاقة بين ما وقع في ليبيا وما يحدث اليوم في شمال مالي "لا غبار عليها"، باعتبار أن "فرنسا هي من رعت هؤلاء الذين يشكّلون، اليوم، النواة الصلبة للجماعات الإرهابية بشمال مالي". وكرد على انتقادات الوزير الروسي، سيرغي لافروف حول الحروب الفرنسية في الشريط الصحراوي الساحلي، أعرب وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، عن أسفه لوجود كميات كبيرة من الأسلحة في سوريا، متهما بصورة ضمنية موسكو بتسليمها. وقال فابيوس، في رده على سؤال طرحه صحافي حول تصريحات لافروف الذي اخذ على فرنسا "أنها تحارب في مالي الذين سلحتهم في ليبيا" وانها "لا تنظر الى الامور نظرة شاملة"، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس الأول في ختام اجتماع دولي حول ليبيا، "صحيح أن هناك الكثير من الأسلحة في هذه المنطقة من الساحل، كثيرا من الأسلحة، من مصادر مختلفة، وبالطريقة نفسها، هناك كثير من الأسلحة في سوريا ونعرف من أين تأتي". وترى الجزائر –حسب مصدر حكومي- أن "الحسم العسكري في مالي سيترك آثارا بالغة الخطورة على شعوب المنطقة وعلى فرنسا خاصة، فهي القوة الاستعمارية سابقا بهذه المنطقة وسيتعمق الشعور بالظلم كلما استمرت هذه الحرب"، مشيرا –المصدر نفسه- إلى أن لافروف "سمع هذا الكلام من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ووزير خارجية روسيا يرى أن فرنسا ينبغي أن تسحب قواتها في أقرب وقت وأن دورها في الأزمة الليبية خلف وضعا سيئا للغاية بالمنطقة، بعد انهيار النظام الليبي السابق".