سيكون، يوم غد، ممثل الكرة الجزائرية في رابطة الأبطال الإفريقية شبيبة القبائل على موعد مع مباراة هامة تدخل في إطار الدور التمهيدي الثاني للمنافسة أمام النادي الإفريقي التونسي بملعب المنزه، حيث يسعى أشبال السويسري غيغر إلى تسجيل نتيجة إيجابية قبل إجراء لقاء العودة بتيزي وزو من أجل تفادي الحسابات والضغط من طرف الجمهور كما حدث قبل موسمين عندما انهزمت الشبيبة بثلاثية كاملة أمام نادي كوتون سبور الكامروني، ووجدت بعدها صعوبات جمة في لقاء العودة رغم فوزها بهدفين لهدف وأقصيت قبل بلوغ دور المجموعات، وبالتالي فقد حضّر لهذا الموعد بجدية كبيرة من خلال برمجة حصص مكثفة تخص الجانب البدني والتكتيكي قبل اختتامها أمس واليوم بالجانب النفسي وشرح الخطة بعد دراسته الوافية للنادي الإفريقي وطريقة لعبه. ويعول أنصار الشبيبة، الذين تنقلوا بقوة إلى تونس عبر رحلات برية خاصة، على المعنويات المرتفعة لرفقاء عودية بعد تأهلهم إلى الدور ربع النهائي لكأس الجمهورية على حساب شباب بلوزداد لاستعادة أفراحهم القارية التي تغيبت عن أجواء القبائل منذ سنة 2002، وهو المراد الذي ما استوعبه اللاعبون جيدا، حيث أكدوا أنهم يدركون حجم المسؤولية التي تنتظرهم وسيبذلون كل ما لديهم من أجل استعادة هيبة الشبيبة قاريا والتأكيد على أنها عازمة على بلوغ أقصى الأدوار هذا الموسم، خاصة بعدما احتلت الصف الثاني وراء الأهلي المصري في عملية سبر الآراء التي أجراها موقع "الفيفا" بخصوص حظوظ الأندية المشاركة في رابطة الأبطال الإفريقية. وعكس ذلك، فإن منافس الشبيبة يمر بمرحلة متذبذبة من حيث النتائج المسجلة في البطولة التونسية،وقد اكتفى يوم الأحد الماضي بنتيجة التعادل السلبي مع فريق ترجي جرجيس برسم الجولة ال 19 من المنافسة المحلية، مما رهن حظوظه في مواصلة السباق على اللقب. وجدير بالذكر أن شبيبة القبائل كان قد تأهل إلى الدور الثاني من دوري أبطال إفريقيا على حساب نادي القوات المسلحة الغامبي بفوزه ذهابا (21) وإيابا (30)، في حين عانى النادي الإفريقي الأمرّين لتجاوز عقبة ممثل النيجر نادي الساحل، بحيث انهزم في لقاء الذهاب بهدفين لواحد قبل أن يحسم أمر تأهله في مباراة العودة بتونس بفوزه بهدف دون رد. حناشي متفائل وغيغر متحفظ صرح المسؤول الأول على النادي القبائلي حناشي بأن الفوز على السياربي في كأس الجمهورية سيكون له تأثير إيجابي على نفسية اللاعبين يوم غد، حيث قال: "أنا راض عن أداء فريقي وفوزه في مباراة السياربي الذي جاء في الوقت المناسب، بحيث تحقق عشية رحلة هامة إلى تونس"، وهو نفس الكلام الذي أكده التقني السويسري حين قال "التأهل إلى الدور ربع نهائي كأس الجزائر سيحفزنا على التنقل إلى تونس للعب كل أوراقنا قصد تحقيق نتيجة إيجابية. سنواجه فريقا تونسيا قويا، لأن كرة القدم في تونس متطورة وتضم أندية قوية، بلغت مستوى متقدما في الاحتراف، وهي تهتم بالتكوين وتوفر إمكانيات مادية ضخمة وهياكل رياضية كثيرة، وهي معطيات يجب أن نضعها في الحسبان". وأوضح غيغر بأن فريقه لن يكون ضحية ولقمة سائغة، حين قال: "سندافع عن كل حظوظنا، لأن تأشيرة التأهل إلى دور المجموعات سيفصل فيها بعد مباراة الإياب بتيزي وزو، وهو عامل آخر يخدمنا كثيرا. أعلم أن المدرب الجزائري بن شيخة سبق له تدريب النادي الإفريقي وتوج رفقته بلقب الدوري، لذلك سأحاول الاتصال به هاتفيا حتى يفيدنا ببعض المعلومات عن هذا الفريق. كما طلبت من بعض الأصدقاء التونسيين الذين يعرفون خبايا الكرة في تونس، منحي أكبر قدر من المعلومات، وقد شاهدت بعض مباريات هذا الفريق ولن أترك أي شيء للحظ". لوشانتر يعول على طراوري وعودة مدافعان يعول المدرب الفرنسي للنادي الإفريقي بيار لوشانتر على خدمات المهاجم محمد طراوري الذي عاد من الإصابة وتماثل للشفاء، حيث من المنتظر أن يكون في القائمة الأساسية يوم غد بعدما غاب عن مواجهة النادي الجرجيسي في البطولة الأحد الماضي، ويتمنى لوشانتر أن يفك طراوري العقم الذي يلازم خط هجومه. وعلى صعيد آخر، سيعود المدافعان العيفة والسويسي إلى المنافسة بعد استنفاذهما للعقوبة. مسؤولو النادي الإفريقي التقوا ببن شيخة وعمروش وقد وصل وفد الشبيبة إلى تونس في حدود الساعة التاسعة والنصف من صبيحة أمس، وكان في استقباله المنسق الثقافي للنادي الإفريقي، وبرمج غيغر بعض الحصص التدريبية الخفيفة من أجل الإسترجاع. وكان من بين الشخصيات التي حضرت مع الشبيبة إلى تونس المدرب الوطني للمحليين عبد الحق بن شيخة الذي سبق له وأن درب النادي الإفريقي، وبالتالي فيكون قد زود غيغر ببعض المعلومات المهمة عن منافس الشبيبة. إضافة إلى ذلك، فإن مسيري النادي الإفريقي استغلوا الفرصة لاستعادة بعض الذكريات مع رزقي عمروش الذي حمل ألوان ناديهم سابقا، ما جعل هذه المباراة حميمية جدا.