عاد الصراع الجزائري المصري إلى السطح مجددا ونسف معه كل مبادرات الصلح التي كانت على وشك رؤية النور، حيث تبادل الطرفان هذه الأيام التهم فيما بينهم وتوسعت هوة الخلاف لتعطي الانطباع بأن عودة الدفء إلى العلاقة بين البلدين على الأقل في المجال الرياضي يبقى بعيد المنال فبعد الهالة الإعلامية المصرية الضخمة حول تفنيد روراوة لتقديمه شكوى ضد الاتحادية المصرية بعد أحداث القاهرة لدى الفيفا وتيقن الفراعنة من أن اعتداءاتهم على حافلة الخضر قد طويت دون أن تؤكدها هيئة بلاتير، خرج رئيس الاتحادية الجزائرية روراوة ليكذب كل تلك التصريحات التي أولها المصريون حسب أهوائهم، وعادت معها الآلة الإعلامية الفرعونية إلى نشاطها، حيث انتقد الإعلامي مدحت شلبي محمد روراوة بسبب تلاعبه مع الاتحاد المصري وعدم صدق وعوده التي منحها للجانب المصري لبدء بوادر الصلح، وخلال برنامج "مساء الأنوار " تعجب شلبي من موقف روراوة بخصوص قضية معاقبة إبراهيم حسن ولمح إلى أن القضية ليست كذلك وإنما هي بين مصر والجزائر، وأضاف شلبي " مع كامل إحترامي لإبراهيم حسن لا أجد أن إيقافه سيفيد روراوة " في إشارة منه إلى أن روراوة يتعنت ضد حسن لمجرد أنه مصري وأن روراوة جزائري " . وأكد مقدم البرنامج على أن ما يفعله روراة من خداع للمصريين يعد لعبا بالنار وقد تكون عواقب ذلك وخيمة للغاية عليه في المستقبل ولذلك عليه أن يتروى قبل أن يقوم بفعل هذه التصرفات، وأنهى شلبي حديثه عن روراوة قائلا " لا أدري روراوة يعمل لمصلحة من ؟، وهذه العداوة بين مصر والجزائر تكون في النهاية لمصلحة من ! ". الشامي: " لن تشارك أنديتنا في منافسات شمال إفريقيا حتى نتصالح مع الجزائر" ومن جهة أخرى، رفض مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري التنازل عن شكواه ضد الاتحادية الجزائرية بسبب أحداث أم درمان التي لا يزال يتغنى بها، وذلك ردا على تصريحات روراوة الذي نفى تقدمه بشكوى ضد الاتحاد المصري على هامش اجتماعات اتحاد شمال إفريقيا، التي عقدت مؤخرا بحضور عضومجلس إدارة اتحاد الكرة محمود الشامي، هذا الأخير سارع إلى حمل البشرى للمصريين مضمونها أن روراوة لم يتقدم بشكوى للفيفا ضد مصر، لكنه اشتكى لمراقب المباراة الذي كان موجودا بالقاهرة، وبالتالي فهو اشتكى بطريقة غير مباشرة، واعترف الشامي بأن اتحاد الكرة يسعى لتهدئة الأجواء مع الجزائر لكن بما لا يمس مصلحة مصر والرد اعتباريا على ما حدث في الجزائر والسودان،على حد قوله، وأكد الشامي أن حضوره اجتماع اتحاد شمال إفريقيا هودليل قاطع على أن الاتحاد المصري يرغب في التهدئة، وأوضح أن اتحاد الكرة تراجع عن موقفه بالانسحاب من اتحاد شمال إفريقيا لسببين، أولهما التأكيد على تهدئة الأوضاع مع الجانب الجزائري، وثانيهما أن اتحاد الكرة المصري تعرض لضغوط من جانب الشركة الراعية التي أكدت خسارتها مبلغ 850 ألف دولار في حالة انسحاب الأندية المصرية من المشاركة في بطولات شمال إفريقيا. وشدد الشامي على أن الأندية المصرية لن تشارك في بطولات شمال إفريقيا، وأن حضوره الجلسات لا يعني أن الاتحاد المصري سيشارك في الأنشطة الخاصة باتحاد شمال إفريقيا قبل المصالحة مع الجانب الجزائري، ولم يستبعد حضور سمير زاهر جلسات اتحاد شمال إفريقيا المقرر عقدها في شهر ماي المقبل .
عاد الإعلامي محمد شبانة لمواصلة الهجوم على زاهر بسبب التصريحات التي خرج بها أعضاء مجلس الإتحاد المصري حول عدم تقدم الجزائر بشكوى ضد مصر عقب أحداث القاهرة، حيث قال، في برنامجه "كوره أون لاين " على قناة مودرن سبورت، أن هيئة زاهر تتلاعب بعواطف المصريين، وأكد أنه لوقال روراوة ذلك الكلام لذهب إليه وسلم عليه، ولكنه قال " أنا متأكد أن هذا لم يحدث لأن الجزائر بالفعل تقدمت بشكوى ضد مصر وكل ما يحاول أعضاء الاتحاد المصري فعله هوالتلاعب بعواطف المصريين لتهدئة الأجواء مع روراوة. وفجر شبانه مفاجأة من العيار الثقيل حين أعلن أن سمير زاهر تقدم بورقة اعتذار لروراوة أثناء وجودهم في مقر الفيفا لكن هذا الأخير، حسبه، رفض ذلك وطلب اعتذار رسمي للجزائر.