كشف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، يوسف مراحي، عن تسجيل الجزائر أكثر من 240 ألف متمدرس للغة الامازيغية في مختلف الأطوار التعليمية، وهذا بعد أن كان العدد لا يتجاوز 30 ألف سنة 1995، حيث يتوزع على 9 ولايات من الوطن، مشيرا إلى أن 95 بالمائة منهم نجدهم في كل من تيزى وزو والبويرة وبجاية، في حين يصل عدد الأساتذة إلى 1184 عبر كافة التراب الوطني. وأوضح يوسف مراحي في تدخله خلال أشغال اليوم الإعلامي الذي نظمته المحافظة السامية للامازيغة ب "فوروم المجاهد" بمناسبة الذكرى الثلاثون للربيع الأمازيغي، والذي جاء تحت شعار "العمل المؤسساتي لإعادة الاعتبار وترقية الأمازيغية في الجزائر"، أن اللغة الأمازيغية أصبحت في الوقت الحاضر حقيقة ملموسة لا يمكن إنكارها ولا تجاهلها، داعيا السلطات إلى ضرورة العمل على إحياء كل ما يتعلق بالتراث الأمازيغي باعتباره حقيقة تاريخية تدخل ضمن التاريخ والهوية الوطنية للمواطنين. هذا، وعبر الأمين العام عن استيائه الكبير للوضعية الحالية التي تكتنف اللغة الامازيغية سواء في المنظومات التربوية أو على مستوى الهيئات الرسمية، مشيرا في ذات السياق إلى أنه كان من المفروض أن تخطوا اللغة الأمازيغية خطوات كبيرة من حيث الكم والكيف من سنة 1995 إلى يومنا هذا، لكن الوضع بقي لا حاله نظرا لوجود العديد من العراقيل حلت دون تحقيق أي تقدم. وعلى صعيد المطالب، أكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية أنه تم المطالبة بالعديد من النقاط، إلا أن معظمها لم يتحقق، حيث جدد مطلبه فيما يخص تطبيق المادة الثالثة من الدستور التي تنص علي أن الامازيغية هي لغة الدولة، وهي النقطة التي يراها المتحدث أنها لم تطبق إطلاقا على أرض الواقع نظرا لعراقيل تكمن في وجود أفراد لا يدركون الحتمية التاريخية لهذه اللغة، على حد تعبيره. كما تحدث مراحي عن مطلب إنشاء جريدة ناطقة باللغة الأمازيغية، والذي لم يتحقق إلى حد الآن. ودعا المتحدث إلى ضرورة تعميم اللغة الامازيغية على كافة القطر الوطني وجعلها مادة إجبارية، مشيرا إلى مراسلته لوزارة التربية في العديد من المرات في هذا الشأن، لكن دون جدوى. كما تطرق في ذات السياق، إلى إشكالية توظيف خرّيجي الجامعات وحاملي شهادات في اللغة الأمازيغية، داعيا إلى ضرورة إيجاد مخرج لهذا الإشكال. أما في شأن الاجتماع الذي عقدته المحافظة بالولاية تيزى وزو، فأكد المتحدث أنه تم اتخاذ قرار بضرورة وضح حصيلة كاملة لملف الأمازيغية، سواء من حيث الوسائل أو الصيغ وكل ما يتعلق بالمنجزات من أجل تحديد الخطوات الواجب السير عليها، مشيرا في ذات الوقت إلى أن الأمازيغية قد حققت قفزة نوعية على مستوى الإعلام المسموع والمرئي، لكن في العموم تبقى الوسائل غير كافية تماما لتحريك عجلة الترقية للتراث الأمازيغي. هذا، ودعا معظم المتدخلين من الأساتذة في اليوم الإعلامي الذي احتضنه "فوروم المجاهد"، إلى ضرورة إعادة الاعتبار للغة الأمازيغية وتراثها، من خلال إعادة كتابة التاريخ بشكل شريف وواضح، إلى جانب العمل على تطبيق المادة 3 من الدستور وترقية اللغة في المنظومات التربوية وجعلها مادة إجبارية.