نظمت، أمس، المحافظة السامية للأمازيغية بمركز الصحافة ليومية المجاهد يوما دراسيا عن ''العمل المؤسساتي لاعادة الاعتبار وترقية الأمازيغية في الجزائر'' وذلك احياء للذكرى ال30 للربيع الأمازيغي بحضور أساتذة ومختصين قدموا حصيلة أبحاثهم وتجاربهم الميدانية في تعليم اللغة الأمازيغية عبر التراب الوطني. في تدخله؛ أشار السيد يوسف مراحي الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية الى أن مؤسسته تقوم حاليا بإجراء حوصلة وتقييم للتعليم بالأمازيغية بعد 15 سنة من انطلاقه. وفي حديثه ل''المساء'' أشار إلى أن التعليم يتراجع في بعض مدارس الوطن، علما أن هناك حاليا 250 ألف تلميذ يتعلمون هذه اللغة (اختياريا) أغلبهم بولايات تيزي وزو، بجاية والبويرة بالاضافة إلى عمل الجمعيات خاصة الثقافية منها لاسيما منذ الانفتاح السياسي والديمقراطي سنة 1990 وكانت البداية مع جمعية ''إراو''. تعززت الأمازيغية في الأوساط العلمية والجامعات الجزائرية خاصة بالعاصمة وتيزي وزو، وفي آخر الاحصائيات للموسم الجامعي 2009 - 2010 قدمت بجامعة تيزي وزو 1046 شهادة ليسانس و60 رسالة دكتوراه، و4 دكتوراه وهناك حاليا 1186 مسجلا. وفي جامعة بجاية سجل 550 متخرجا بشهادة ليسانس، و24 ماجستير و8 دكتوراه و845 ليسانس. من الانجازات التي استفادت منها الأمازيغية اعطاءها مكانتها في مراجعة الدستور عام 1996 واستفادتها أيضا من لجنة ما بين الوزارات انشأت في 14 أفريل 1996 لتفعيلها ميدانيا، الى أن رسمت سنة .2002 كما تكفلت بعدها وزارة الثقافة بمشروع المحافظة على التراث المادي وغير المادي للأمازيغية (منذ 2001)، كما ترسمت عدة تظاهرات أمازيغية كمهرجان الفيلم الأمازيغي (2005) ومهرجان الأغنية الأمازيغية والمسرح الأمازيغي ومهرجان الصناعات التقليدية، وإنشاء القناة التلفزيونية في حين تعاني مناطق أخرى من ندرة المؤطرين، ففي بسكرة لا يوجد إلا أستاذ واحد حسب مديرية التربية بها مما يحد من الاقبال على التعلم، السيد مراحي أشار إلى أن تعلم هذه اللغة لا يجب أن يبقى حكرا ومحصورا فقط في بلاد القبائل، كما تمنى أن لا يبقى هذا التعليم مجرد مرحلة تجربة. أما السيد عصاد بن الهاشمي مدير الترقية الثقافية بالمحافظة، فقام بسرد المراحل التي مر بها التأسيس الرسمي للأمازيغية والذي ظهر منذ الحركة الوطنية في 1948 - 1949 حيث قدم بعض مناضلي حزب الشعب، الأمازيغية كمطلب وطني وقد كان منهم ايدير الوطني ومبروك بن الحسين وصادق هجرسي. الاهتمام الآخر بهذه اللغة كان أيضا عن طريق الاعلام مع الإذاعة منذ 62 سنة، حيث قدمت برامج بالأمازيغية (أغان، مسرح، شعر... ) ساهمت في الحفاظ على التراث والهوية الأمازيغية، وزاد هذا الدعم مع بداية ,2005 حيث أصبحت تعمل هذه القناة 24 ساعة بمعدل 8 آلاف برنامج سنويا. وهذا ما يؤكد تطور الاهتمام وتفعيل هذه اللغة الوطنية في ال10 سنوات الأخيرة. السيد عصاد دعا الى ضرورة دمج المختصين في النهوض بالأمازيغية وعدم الاتكال فقط على السياسيين الذين كان لهم دورهم في تاريخ النضال من أجل ترسيم الأمازيغية فيما توقف متدخلون آخرون عند تاريخ وظروف أحداث الربيع الأمازيغي.