قدّرت محافظة الأمازيغية عدد الطلاب الجامعيين الذين يتخرّجون سنويا حاملين شهادات عليا في اللغة الأمازيغية ب 400 طالب، لكنهم يعانون على حد زعمها بطالة قاتلة جرّاء عدم وجود مناصب وظيفية تحمل تخصّصهم في القطاع التربوي بفعل عدم تعميم تعليمها وطنيا، فيما قدّمت المحافظة دراسة للفترة الممتدة بين 1995 إلى 2010، تعلّم فيها أقل من 170 ألف تلميذ hلأمازيغية وهو عدد ضئيل يعبّر عن مدى التهميش الذي لحق بذات اللغة كما قالت. الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية يوسف مراحي الذي كان يتحدث أثناء افتتاحه أشغال اليوم الإعلامي بمناسبة الذكرى hgJ 30 للربيع الأمازيغي تحت عنوان »العمل المؤسساتي لإعادة الاعتبار وترقية الأمازيغية في الجزائر«، والذي احتضنه مركز الصحافة ليومية المجاهد أمس، قال أن تدريس اللغة الأمازيغية عرف تراجعا مقارنة بالأعوام الماضية، بعد أن ترك مجال دراستها وفقا للرغبة والتخيير، لا على سبيل الإلزام كغيرها من اللغات الأخرى مثل الفرنسية، مضيفا أن غياب إستراتيجية وطنية لترقية الأمازيغية مقارنة بجيراننا في الدول المغاربية، يوحي بانعدام الرغبة السياسية في تعميمها وجعلها إلزامية. واستنادا لتصريح يوسف مرّاحي فإن الدراسة التي قامت بها المحافظة السامية للأمازيغية لتطوّر وانتشار تعليم الأمازيغية خلال الفترة الممتدة بين 1995 إلى 2010، أظهرت تعلّم أقل من 170 ألف تلميذ للغة الأمازيغية في ثلاث مدن فقط تشمل البويرة، بجاية، تيزي ووزو، وهو عدد ضئيل عند قياس تطور تعليم أي لغة خلال فترة 15 سنة، هذا بالرغم من تخرج أكثر من 400 طالب جامعي من حملة الشهادات العليا للغة الأمازيغية -يضيف مراحي- دون أن يجدوا مناصب شاغرة تحمل تخصّصهم بفعل عدم تعميم تعليم هذه اللغة، وقال أن الأمازيغية مهمّشة ومقصاة من برامج التعليم في المؤسسات الرسمية بدءا من وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي اللذين يساهمان في تلقينها بعفوية بعيدا عن أية إستراتيجية واضحة المعالم، وهو ما يطرح عدة تساؤلات بحسبه. كما فتحت مداخلات الحاضرين من الأساتذة والمهتمين بالأمازيغية خلال النقاش، النار على ميدان السمعي البصري المتمثل في التلفزيون والإذاعة، بالرغم من وجود قناة تلفزيونية وأخرى إذاعية ناطقتين بالأمازيغية، إلا أنهم اعتبروها استنساخا لما نراه في القنوات الأخرى العربية، في ظل غياب كلي للاستقلالية في اختيار البرامج، وطالبوا في هذا الصدد أن يتم إلزام كل الجزائريين بتعلّم اللغة الأمازيغية تفعيلا لما نص عليه الدستور بأن اللغة الأمازيغية اللغة الثانية للجمهورية الجزائرية.