احتفل أنصار مولودية الجزائر مبكرا بتتويج فريقهم بالبطولة المحلية رغم أن كل شيء وارد وبلغة الحسابات لم تضمن المولودية اللقب بعد، حيث تعرف شوارع باب الوادي والأحياء المجاورة لها حركة غير عادية بإطلاق الأهازيج من طرف الأنصار ورفع رايات المولودية مرددين عبارات " شمبيوني، شمبيوني"، وقد انطلقت الاحتفالات منذ الفوز الأخير على حساب وداد تلمسان والذي اعتبره هؤلاء كخطوة عملاقة لتكريس العميد بطلا لهذا الموسم. وقد رفع فريق مولودية الجزائر رصيده إلى 57 نقطة، وبفارق عشرة نقاط كاملة عن الملاحق المباشر وفاق سطيف، علما بأن هذا الأخير لا زالت تنقصه ثلاث مباريات، إلا أن كثافة الرزنامة الوطنية والإفريقية قد جعلت أكبر المتفائلين يستبعدون فوز تشكيلة سطيف بكل هذه المواجهات، وحتى في حالة نجاحه في المهمة، فإنه سيقلص الفارق إلى نقطة واحدة فقط وسينتظر مباراة الجولة ال31 حين يستقبل المولودية بميدانه ليأمل في الاستيلاء على مركز القيادة، ولكن يبدو أن أنصار مولودية الجزائر قد نسوا أن كل شيء ممكن في كرة القدم وأن فريقهم المفضل لا يزال بعيدا حسابيا عن ضمان التتويج باللقب، إذ وبالإضافة للتألق المحتمل لوفاق سطيف في مبارياته المتأخرة وفي الجولات الست المتبقية من المنافسة، فإن المولودية العاصمية مدعوة لخوض عدة مواجهات صعبة في المشوار المتبقي، وذلك بداية من الجولة القادمة حين يحل الفريق ضيفا على مولودية وهران التي أصبحت بحاجة ماسة إلى النقاط لمغادرة المنطقة الحمراء،ثم في الجولة ال30 حين يستقبل العميد فريق شبيبة بجاية الذي لا يزال يتنافس على مرتبة مؤهلة للمشاركة في منافسة كأس الاتحاد الإفريقي الموسم القادم، وستكون هذه المباراة متبوعة مباشرة بالمنعرج شبه الحاسم للبطولة الوطنية المتمثل في مباراة الجولة ال31 بملعب 8 ماي 45 بسطيف، وعليه فمن غير المستبعد أن يتحدد الصراع على اللقب خلال هذه المواجهة، بحيث في حالة بقاء المولودية في صدارة الترتيب في أعقاب الجولة ال31، فإنه سيتشبث بها،من دون شك، إلى غاية انتهاء الموسم بحكم أنه سيخوض مبارياته المتبقية بالعاصمة أمام كل من مولودية العلمة،شباب بلوزداد ومولودية باتنة. وفي ظل هذه المعطيات فإنه يمكن القول أن أنصار مولودية الجزائر يكونون من خلال احتفالهم المبكر بالتتويج قد وضعوا لاعبي فريقهم في ضغط كبير هم في غنى عنه، ولكن يعتقد هؤلاء أن مهمة الوفاق صعبة للفوز بالمباريات المتأخرة الثلاثة خاصة في تنقله إلى تيزي وزو لمواجهة شبيبة القبائل. للعلم فإن مولودية الجزائر لم يذق طعم التتويج بلقب البطولة منذ عام 1999، أين كانت تضم تشكيلتها لاعبين كبار على غرار صايفي ودوب ورحموني ويقودها المدرب المحنك عبد الحميد كرمالي، إذ فازت في المباراة المصيرية على شبيبة القبائل في وهران. وبعد عدة مواسم من المعاناة حتى في المراكز الأخيرة، فاجأت المولودية هذا الموسم المتتبعين بنتائجها الباهرة بفضل تشكيلة شابة تفتقر للنجوم بخلاف أندية أخرى صرفت ملايين الدينارات دون جدوى، إذ اعتمد رئيس الفريق الصادق عمروس على انتداب لاعبين شبان الذين استطاع المدرب الفرنسي براتشي تشكيل مجموعة متماسكة.