يوميا تطلعنا صفحات الجرائد عن أخبار المسئولين الذين وضعت فيهم الثقة لتسيير أمور الشعب ، ورغاية مصالح الدولة، قامتدت أيديهم للسرقة.. سرقة الثقة! هي خيانة للأمانة تستوجب هقابا يقاس بدرجة جسامة الجرم المقترف. وخيانة الأمانة ليس بالجرم الهين . وأنا أقرأ هذا الصباح خبر رئيس بلدية عنابة السابق الدي أدين بعشر سنوات حبسا، طفرت إلى ذهني جملة قالها لي أحد الأصدقاء عندما سألته،بل لمتهعلى عدم ترشحه للانتخابات المحلية ، فقال :" أخاف أن أصير سارقا رغم أنفي.كان هذا الحديث قد دار بيننا منذ أكثر من عشريتين، وها هو يعود إلي السطح من جديد ليصفعني جلاء تقديره للأمور، ونحن لا نكاد نعثر اليوم على مسؤول .. لا يسرق! و سألت نفسي سؤالا ساذجا سذاجة عقلي:"لماذا.. نعم ، لماذا يسرق المسؤول؟ كنت زعتقد أن المرشح للسرقة هو المعدم و المحروم و المهمش..تدفعه الحاجة إلى أن يسرق إشباعا لجوع ما! غير أن الواقع اليوم يبين أن السارق ليس صاحب الحاجة، إنما هو ذلك الذي يملك .. كل شيء.. حنى خبزة الآخرين عند هذا وقفت عاجزا أمام هذا الذي يشله لغزا، إن لم يكن لغزا بالأساس،عن فهم طبيعة الإنسان المركبة،و في هذه الغمرة أحس بوخز ما في نفسي يقول لي ك" من الأحسن أن تبقى على جهلك!