بدأ الإجرام في أوساط النساء يأخذ منحى خطيرا بعد أن ثبت تورط العديد منهن في قضايا المساس بالاقتصاد الوطني والرشوة ، التزوير واستعمال المزور ، وإصدار صك بدون رصيد ، تزوير النقود ، خيانة الأمانة ، الاحتيال والتهريب حيث وصل عددهن الى 399 امرأة حسب حصيلة الشرطة القضائية لسنة 2009 فيما سجلن حضورهن بقوة في قضايا الضرب والجرح العمدي ب2864 امرأة و و1001 موقوفة في جرائم أخلاقية ، و49 أخرى بتهمة القتل العمدي ، ناهيك عن السرقات بأنواعها ، الاختطاف والحجز ليبلغ العدد الإجمالي للموقوفات في مختلف أشكال الجريمة 8826 امرأة على المستوى الوطني من بينهن 11 حراقات . لم تترك الأيادي الناعمة شكلا من أشكال الجريمة إلا واقتحمنه ولم يعد الأمر يقتصر على الجريمة التقليدية مثل السرقة ، الدعارة ، الضرب والجرح العمدي ، بل ثبت تورطهن في الجرائم الاقتصادية خاصة تزوير العملة النقدية والوثائق الإدارية ، الرشوة وقضايا المخدرات ، وسجلت المرأة حضورها أيضا في جميع أنواع الجرائم ، حيث وصل عددهن حسب الإحصائيات المستقاة من مصالح الشرطة القضائية الى 8826 امرأة سنة 2009 ، أي بنسبة 6.95 بالمائة من العدد الإجمالي للموقوفين خلال السنة الماضية وأصبح العديد منهن ينشطن في شبكات مختصة في أخطر الجرائم وأصعبها التي تتطلب مجازفة ويقظة و "قلبا حديديا" . وفي هذا الإطار تؤكد مصالح الشرطة القضائية عن تورط النساء في الجرائم الاقتصادية ، حيث بلغ عدد الموقوفات في قضايا الرشوة 12 امرأة ، و62 أخرى في المساس بالاقتصاد الوطني، و14 امراة بتهمة تزوير النقود ، و118 موقوفة بتهمة التزوير واستعمال المزور و16 أخرى بتهمة إصدار صك بدون رصيد، و84 موقوفة في جريمة خيانة الأمانة ، و110 أخرى في قضايا الاحتيال وامرأة واحدة بتهمة الغش ، بالإضافة إلى 18 امرأة متورطة في قضايا التهريب ، و123 امرأة موقوفة في جرائم المخدرات وحسب ذات التقرير فإن قضايا الضرب والجرح العمدي تأتي في مقدمة القضايا التي تورطت فيها فئة النساء وذلك ب2864 امرأة ، يليها الجرائم الأخلاقية أي كل ماتعلق بالمساس بالآداب العامة ب1001 متورطة ، ثم السرقات بأشكالها ، منها السرقة الموصوفة ب182 امرأة ، السرقات البسيطة 703 امرأة وحتى سرقة السيارات ب15 موقوفة . فيما سجل توقيف 31 امرأة بتهمة الاختطاف والحجز أي تحويل قصر ، و125 امرأة بتهمة المساس بالنظام العامة والسكينة العامة ، بالإضافة الى أشكال أخرى من الجريمة، أما فيما يتعلق بجرائم القتل العمدي فقد تم توقيف 49 مجرمة . وإذا كانت الإحصائيات والأرقام المستقاة من مصالح الشرطة القضائية تشيرإلى أن الجرائم التي ترتكبها فئة النساء أقل بكثير من جرائم فئة الرجال، أي ما نسبته 6.95 من العدد الإجمالي للأشخاص الموقوفين إلا أنها في المقابل- أي الأرقام – تؤكد وبوضوح أن المرأة اليوم باتت تتساوى مع الرجل في نوعية الجرائم المرتكبة وطبيعتها ، مع اختلاف فقط في الكمية ، حيث أصبحت تغامر بنفسها وتستقل قوارب الموت مثلها مثل الرجل رغبة منها في العيش وراء البحار حيث أوقفت ذات المصالح 11 امرأة بتهمة الهجرة غير الشرعية أي الحرقة . جامعيتان تقتحمان منزلا بالسلاح الأبيض وغاز مسيل للدموع تعود أحداث هذه القضية إلى شهر فيفري من سنة 2009 ، حيث اتفقت المتهمتان وهما طالبتان جامعيتان بوهران على الذهاب إلى أرزيو لتنفيذ عملية سرقة بخطة محكمة ، حيث أخبرت "خ" زميلتها "ز" أن هناك شابان في انتظارهما أمام منزل الضحية وهي موظفة بشركة سوناطراك ، وفي المحطة "اتصلت "خ" بأحد الشريكين الذي أوصلهما الى المكان المقصود ، حيث طرقتا باب الضحية لكن لم يخرج أحد بحكم وجود ربة البيت في العمل تلك الصبيحة وابنها في المدرسة ، فاضطرتا للانتظار إلى الفترة المسائية ، وعند حلول الساعة الرابعة مساء عادت الطالبتان إلى منزل الضحية بينما بقي الشابان في انتظارهما على مقربة منه لرصد تحركات الابن أو الجيران، صعدتا الى العمارة وطرقتا الباب ففتحت الضحية، هذه الأخيرة اعتقدت أنهما من مصلحة الانتخابات التابعة للبلدية، ودون أن ترد إحداهما على تساؤلاتها اقتحمتا المنزل ثم وضعت إحداهما الشريط على فمها كي لاتستنجد بالجيران في حين وضعت إحداهما الخنجر على رقبتها لتخرج بعدها قارورة غاز مسيلة للدموع من حقيبتها وترش بها وجهها قصد شل حركتها واعتديا عليها بالضرب، وفي هذه الأثناء تلقت إحداهما مكالمة هاتفية وكان المتصل أحد الشريكين يخبرهما أن أحد أبناء الضحية بصدد الدخول إلى المنزل حينها خرجت المتهمتان وانطلقت صرخات الضحية ، ولم ينتبه الابن للمتهمتان الا بعد سماع صراخ والدته ، حيث حاولت إحدى المتهمتان الاعتداء عليه باستعمال قارورة الغاز المسيل للدموع ، وتمكن من افتكاك القارورة من يدها قبل أن يحضرأحد الجيران ويلقي القبض عليها ويحتجزها ويسلمها لمصالح الأمن ، بينما تمكنت الثانية من الهرب على متن سيارة كانت في انتظارها . المتهمة "ز" أثناء مثولها أمام محكمة أرزيو بوهران في مارس 2009 زعمت أنها تعرفت على زميلتها "خ "الموجودة في حالة فرار منذ عدة أسابيع ، حيث أخبرتها أنها على علاقة مشبوهة برجل متزوج أصبح يهددها بنشر صورها الخليعة ، وطلبت منها أن ترافقها إلى بيته حتى تطلب المساعدة من زوجته والتي تسكن بأرزيو كي تكف عنها إيذاء زوجها –علما أن المرأة المقصودة أي الضحية مطلقة منذ أكثر من 15 سنة كاملة – وأضافت في روايتها أنها لم تكن تعلم بحقيقة نوايا زميلتها إلا بعد دخولهما إلى منزل الضحية ، وأنها حاولت منعها من الاعتداء عليها ، وهي التصريحات التي نفت الضحية وابنها الذي أكد أن المتهمة هي من كانت تحمل بيدها "الكريموجان" وحاولت الاعتداء عليه هو الآخر . واستنادا إلى الأدلة والقرائن التي تدين الطالبتان الجامعيتان التمس النائب العام 10 سنوات سجنا نافذا مع دفع غرامة قدرها 500 ألف دج في حق المتهمة وشريكتها المتابعتين بتهمة انتمائهما لجمعية أشرار والسرقة والاعتداء . قضايا وقضايا تورطت فيها نساء من مختلف الأعمارلا يتسع المجال لذكرها كلها ، منها ما تم بتخطيط محكم من المتهمة باعتبارها العقل المدبر وموزعة الأدوار ، ومنها ما شاركت في تنفيذه ، مثل استدراج الضحايا قصد الاستيلاء على سياراتهم ، ففي سوق أهراس تمكنت مصالح الشرطة القضائية من توقيف امرأة استولت بمشاركة زوجها على مجوهرات قريبتها التي استضافتها في منزلها بعد القيام بتخديرها باستعمال مادة مخدرة وضعتها في شراب تناولته الضحية ، وبحي شوفالي بالعاصمة تورطت شابة في ال 27 من عمرها في مساعدة صديقها على الاستيلاء على مجوهرات والدتها التي قدرت قيمتها بما يقارب 1مليار سنتيم ، وقضية مسيرة ملهى ليلي ببرج الكيفان المتابعة بتهمة محاولة تهريب توأم الى فرنسا لتسلمهما الى سيدة تقطن بفرنسا ، بتواطؤ من عوني أمن يعملان على مستوى مطار هواري بومدين الدولي غيرأنه تم إلقاء القبض عليها متلبسة بجريمتها ، وتورط إمرأة في الستين من عمرها في قضية سماسرة العقار ببلدية برج الكيفان التي تتاجر بقرارات إستفادة مزورة في صفقات بيع قطع أرض وهمية تديرها شبكات نصب مكونة من 9 متهمين من بينهم معلم في الطور الابتدائي وعون أمن بالبلدية وامرأة انتحلت صفة الغير قدمت نفسها على أساس أنها صاحبة قطعة الأرض . تورط 315 مراهقة في قضايا الإجرام ولم يقتصر الإجرام النسوي على فئة من بلغن سن الرشد فما فوق بل تعداه إلى شريحة القاصرات ، حيث أكد تقرير مصالح الشرطة القضائية عن تورط 315 فتاة في مختلف أشكال الجريمة خلال السنة الماضية منها 104 متورطة في قضايا السرقة ، 87 متورطة في السرقات البسيطة ، وحتى الجرائم الأخلاقية ثبت تورط 17 فتاة فيها ، و17 أخرى أوقفت بتهمة تحطيم أملاك الغير ، و4 قاصرات موقوفات في قضايا المخدرات ، و 3 أخريات بتهمة الاعتداء على الأصول ، فيما ارتكبت قاصرتان جناية القتل العمدي ، بالإضافة الى توقيف 81 فتاة متورطة في جرائم مختلفة . تسطو على منزل صديقتها، تسرق مجوهرات عمتها بمشاركة صديقها، تدمن على الهيروين، مراهقة لا يتعدى عمرها 15 سنة و تروج صورها الخليعة عبر الهاتف النقال وفتاة تراود على الطريق العام ، وأخرى تحتال على رعية أجنبية بعد قضاء ليلة أنس معه .. الهروب من المنزل العائلي طريق نحو الإجرام . مصالح الأمن بولاية الجزائر تسجل يوميا بلاغات عن فتيات قصر هربن من منازلهن العائلية من ولايات مختلفة وقصدن العاصمة منها حالات سجلت في الآونة الأخيرة ، فتاة عمرها 16 سنة قدمت من منطقة القبائل الكبرى وأخرى عمرها 17سنة هربت من المنزل العائلي بولاية عين الدفلى ، وقد تم العثور عليهن في شوارع العاصمة وعند الاستماع إلى أقوالهن اتضحت أسباب الهروب من المنزل العائلي –وهذه الأسباب تتكرر دائما مع حالات أخرى – الهروب من بطش زوجة الأب ، استعمال الشقيق أو الوالد أساليب العنف قصد تأديب البنت ، وهناك من استهوتها المغامرة فقط أرادت أن تكون حرة والسؤال المطروح ماهو مصير فتيات مراهقات في الشارع؟ وتؤكد دائما فرق حماية الأحداث التابعة لمصالح الأمن أن هروب الفتيات من المنزل العائلي ، والتي كثيرا ماتكون لأسباب تافهة وراء دخول المراهقات لعالم الجريمة ، بالإضافة إلى الانعكاس السلبي للانترنيت والبرابول وكذا الهاتف النقال حيث أصبحت هذه التكنولوجيات تستعمل بطريقة خاطئة في ظل تراجع دور الأسرة في متابعة أمور أبناءهم خاصة في مرحلة المراهقة. كانت ترتدي مئزرا أبيضا عندما استدعتها مصالح الأمن يوم 5 أفريل الماضي ليتم استجوابها في قضية ترويج صور خليعة على الهاتف النقال ، تدعى "ت،أ " البالغة من العمر، اعترفت بفعلتها وصرحت أنها متعودة على ممارسة الجنس مع صديقها عندما كان يصطحبها إلى منزل عائلته الكائن بنواحي باب الوادي . مراهقة أخرى تسطو على منزل صديقتها باستعمال مفاتيح مصطنعة وهذه القضية سجلتها مصالح الشرطة القضائية لمقاطعة الوسط على إثر تلقيها شكوى مفادها وقوع عملية سرقة على مستوى شفقة تقع بساحة أول ماي ، وحسب صاحب الشقة فإن زوجته قد اكتشفت سرقة مجوهراتها التي تعدت قيمتها 80 مليون سنتيم . وقد اكتشف محققو الشرطة خلال تحرياتهم أن الفتاة التي تبلغ من العمر 14 سنة هي مرتكبة جريمة السرقة كونها اعتادت التردد على المنزل بحكم أنها صديقة ابنة الضحية وزميلتها في القسم بالإكمالية وتمكنت من الحصول على مفاتيح المنزل وذات يوم عندما تأكدت أن المنزل خال من أهله قصدت الشقة وعند مطابقة البصمات مع المتهمة كانت ايجابية وبعد توقيفها اعترفت بجريمتها وصرحت أنها اقترفت جرم السرقة لشراء هاتف نقال للتحدث مع صديقها .