قالت مسؤولة دائرة العلاقات التجارية بسفارة الأرجنتين بالجزائر السيدة زهية أوكيلي أن المتعاملين الأرجنتيين يدرسون حاليا كامل إمكانيات الاستثمار بالجزائر خصوصا في قطاع الفلاحة وتربية المواشي ومستعدون لنقل آخر التكنولوجيات المعتمدة في مجال إنتاج اللحوم وتقنيات تسيير المذابح للتخلص مرحليا من العلاقات الكلاسيكية في التعامل التجاري إلى الأفق الواسعة للاستثمار المباشر سيما وأن الأرجنتين مصنف في المراتب الأولى عالميا في مجال إنتاج اللحوم والفواكه والحبوب الجافة. وقد التقت"الأمة العربية" السيدة أوكيلي زهية في جناح عرض سفارة الأرجنتين على هامش فعاليات الصالون الدولي العاشر للعتاد الفلاحي وتربية المواشي وكان هذا الحوار. زهية أوكيلي : في البداية أود أن أشير إلى أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائر والأرجنتين تعود إلى عقود خلت وهي مافتئت تتطور وتنمو أكثر خلال الفترات الأخيرة والجزائر وتاريخها في قلب كل مواطن أرجنتيني، وقد امتدت هذه العلاقات لتشمل لاحقا قطاع الاقتصاد بمختلف مجالاته ونحن في السفارة، أخص بالذكر السفيرة الأرجنتينية "بيبينا جونس"التي تنشط في جميع الاتجاهات من أجل تثمين العلاقات الثنائية بما يخدم المصالح الاستراتيجية لكلا البلدين. أما فيما يخص مشاركة الأرجنتين في صالون العتاد الفلاحي وتربية المواشي من خلال الممثلية التجارية والاقتصادية للسفارة فأنا أرى أنها تنطلق من اعتبارات كثيرة أولا لأن المتعاملين الارجنتنين أصبحوا يولون أهمية كبيرة للسوق الجزائرية المحفزة جدا بنظرهم وثانيا لأن الأرجنتين ومن كونه البلد الأول عالميا في مجال إنتاج لحوم الأبقار وأيضا في مجالات إنتاجية عديدة في القطاع الفلاحي فإن استثمار هذه المعطيات أصبح في نظر المتعاملين الأرجنتيين ضمن الأولويات وهوما نصبو إليه. لعلمكم، الأرجنتين ومن خلال سفارتها المعتمدة في الجزائر تشارك للمرة الأولى في هذا الصالون المهني المتخصص الذي يشهد اليوم طبعته العاشرة وبرأينا كمسؤولين في دائرة العلاقات التجارية والاقتصادية على مستوى السفارة ارتأينا أن تكون مشاركتنا الأولى لجس نبض القطاع في البلاد وتقييمه وجمع المعلومات والمعطيات الكافية لتوضع لاحقا تحت تصرف المتعاملين الأرجنتنين. ونحن في السفارة سنشرع مباشرة بعد اختتام هذه الطبعة في التحضير للطبعة المقبلة 2011 والتي سيميزها حضور العديد من المتعاملين الصناعيين الاجنتنيين واقامة أجنحة خاصة بهم في الصالون. في الحقيقة فوجئنا بالمستوى التكنولوجي والمهني الذي توصلت إليه الجزائر في المجال الفلاحي وقطاع تربية المواشي وخصوصا الدواجن هذا القطاع شهد حركية نمو متسارعة خلال العشرية الأخيرة بفضل برامج الشراكة والتعاون التي سارع إليها المتعاملون المحليون من أجل اكتساب التكنولوجيا، رغم بعض العراقيل والمشاكل التي تسجل هنا وهنالك لكن عموما القطاع نجح في الاستفادة من التجارب العالمية وبرأيي المتعاملين الارجنتينون يحاولون اقتحام هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي من خلال برامج الدعم والمرافقة التي يقترحونها للمتعاملين الجزائريين. نعم، ما تزال التبادلات التجارية بين البلدين في غير مستوى الإمكانيات التي يزخر بها البلدان لكن نسجل انتعاشا محسوسا في السنوات الأخيرة سيما بعد زيارة رئيسة الأرجنتين "كريستينا كريشنر" إلى الجزائر في نوفمبر 2008 على رأس وفد حكومي هام حيث التقت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وتباحثت معه كافة سبل دعم علاقات التعاون والشراكة بين البلدين خصوصا في المجال الاقتصادي وحتى القطاع الثقافي والعلمي. وكانت المناسبة فرصة لالتقاء العديد من الوزراء الأرجنتنيين بنظرائهم الجزائريين كللت بالتوقيع على اتفاقيات وبروتوكولات تعاون عديدة ونحن نأمل أن تتعزز هذه الشراكات أكثر مستقبلا بالنظر إلى الإرادة السياسية للحكومتين الجزائرية الأرجنتينية لدفع علاقات البلدين على كافة الأصعدة. في الحقيقة نحن في السفارة بدأنا في التحضير لهذه التظاهرة الاقتصادية منذ شهور خلت والسفيرة الأرجنتينية تتابع شخصيا هذه التحضيرات وتعمل بكل قوة من اجل إنجاح المشاركة الأرجنتينية في معرض الجزائر الدولي FIA وأقول انه لحد الساعة عبرت أزيد من 15 شركة أرجنتينية عن رغبتها في المشاركة وهي شركات متخصصة في المجال الفلاحي مثل تصنيع العتاد الفلاحي وقطاع الحبوب والفواكه الجافة وأيضا قطاع إنتاج "غبرة الحليب" والذرى والعسل. وبرأيي معرض الجزائر الدولي هذا العام سيكون فرصة للمتعاملين الارجنتينين لربط علاقات شراكة مع المتعاملين الجزائريين الناشطين في مختلف القطاعات. وفي هذا الصدد أود أن أشير إلى أمر هوأن الأرجنتين حريصة للمشاركة سنويا في هذه التظاهرة الاقتصادية بالنظر إلى أهميتها وأيضا تداعياتها الإيجابية على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين. نعم العلاقات التي تربط الجزائر بالأرجنتين في مجال النفط والكهرباء شهدت تطورا ونموا متميزا خلال السنوات العشر الماضية والأرجنتين تعبر من الزبائن الأوائل للجزائر في أمريكا اللاتينية من حيث حجم استيراد المشتقات البترولية والجزائر كما نعلم بلد نفطي بامتياز والمسؤولين في الأرجنتين يسعون دوما الى تثمين هذه العلاقات خصوصا في هذا القطاع الاستراتيجي بالشكل الذي يخدم مصالح البلدين. وعلاوة على الطاقة الأرجنتين تستورد من الجزائر أيضا مادة الفلين. أما واردات الجزائر من الأرجنتين فهي متنوعة حيث تأتي لحوم الأبقار المجمدة بالدرجة الأولى إلى جانب الفواكه الطازجة والحبوب والأسماك المجمدة وأود في هذه المناسبة أن أشير إلى أن مجمع "بلاط" الجزائري يخوض تجربة تجارية ناجحة جدا في الأرجنتين حيث يعتبر من المستوردين الأوائل للحوم الأرجنتينية المزكاة على مستوى المنطقة المغاربية قاطبة. نحن في السفارة نتابع وباهتمام بالغ منحنيات تطور محيط الأعمال في الجزائر وكذا حركية الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد وقد سجلنا تطورا محسوسا في هذا المجال كما أن القوانين الجزائرية التي تضبط وتنظم هذا القطاع في البلاد محفزة جدا مقارنة بالعديد من الدول لذلك أرى أن هذه المعطيات بمثابة عوامل استقطاب للمتعاملين الارجنتينين للاستثمار مرحليا في الجزائر ونحن في السفارة نتوقع مستقبلا واعدا للعلاقات الثنائية بين البلدين في هذا المجال. كما اغتنم هذه المناسبة لأشكر جريدة "الأمة العربية" على هذه الالتفاتة الطيبة متمنين لها باسمي وباسم كافة إطارات السفارة الأرجنتينية بالجزائر لها مشوارا ناجحا وعقبال لمليون نسخة.