دعا وزير التجارة السيد الهاشمي جعبوب أمس المتعاملين الاقتصاديين البرازيليين إلى الاستثمار المباشر في السوق الجزائرية الواعدة واستغلال الفرص المتاحة لإقامة شراكة تتماشى والاستراتيجية الوطنية رافضا أن تتم العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين عن طريق وسيط. وأوضح جعبوب خلال افتتاحه ملتقى رجال الأعمال الجزائريين والبرازيليين بفندق الشيراطون أنه تم إطلاع الطرف البرازيلي على مختلف الإمكانيات التي توفرها الجزائر لإقامة شراكة حقيقية مع البرازيل خاصة في مجال صناعة السيارات، الأدوية الجنيسة والفلاحة وتربية المواشي التي يعد البرازيل رائدا فيها مركزا على ضرورة تحويل التكنولوجيا البرازيلية في تربية الأبقار وتطوير السلالات "خاصة وأن الجزائر تريد أن تستبدل الاستيراد بالإنتاج المحلي لبعض المنتوجات مثل الحليب والحبوب". وفي هذا الصدد أشار المتحدث إلى العلاقات المتميزة بين البلدين بإمكانها تشجيع إقامة مشاريع استثمارية متنوعة في الجزائر والاستفادة من خبرة هذا البلد الذي تمكن من رفع قدراته وتحول من بلد مستورد إلى بلد مصدر بفضل تطوير وتشجيع إنتاجه المحلي مذكرا في السياق بمناخ الاستثمار المناسب والامتيازات التي يوفرها القانون الجزائري وكذا وفرة القروض والأموال والحصول على العقارات الصناعية ما سيسمح للبلدين ببعث علاقات اقتصادية ممتازة ولرجال الأعمال بتطوير شراكة مثمرة. وفي هذا السياق أوضح جعبوب أن اللقاء الذي ينظم تحت عنوان "الوقائع الاقتصادية والتجارية للجزائر والبرازيل" بمشاركة وفد برازيلي هام يتكون من نحو مائة رجل أعمال يمثلون ما لايقل عن 95 مؤسسة، يعتبر فضاء للتبادل وإقامة اتصالات بين المتعاملين الاقتصاديين بكلا البلدين وكذا رفع الصادرات الجزائرية نحو هذا البلد والتي لا تتجاوز 2.5 مليار دولار. من جهة أخرى أعلن المتحدث أن المفاوضات حول انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة بلغت مستوى متقدما حيث دعمت البرازيل هذا المسعى مشيرا إلى أن الجزائر مستعدة للمضي قدما في اندماجها على المستوى العالمي وأنها ستؤدي دورها على أكمل وجه وستعمل جاهدة إلى جانب العديد من البلدان مثل البرازيل من أجل الدفاع عن مصالح بلدان الجنوب. وعبر جعبوب على هامش اللقاء عن رغبة المتعاملين البرازيليين الذين حضروا ضمن الوفد في الاستثمار بالجزائر معربا عن أمله في التوصل خلال هذا اللقاء إلى إنشاء شركة مختلطة بين مؤسسات البلدين. من جهته استعرض الوزير البرازيلي المكلف بالتنمية والصناعة والتجارة الخارجية السيد ميغال جورجي مؤشرات اقتصاد بلاده ومكانته في أمريكا الجنوبية معبراعن رغبة المتعاملين البرازيليين في الاستثمار بالجزائر ودخول السوق الجزائرية إلى جانب عدد من نظرائهم المتواجدين بها وخص بالذكر بعض القطاعات مثل قطاع التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال والنسيج والصناعات الغذائية. واغتنم ضيف الجزائر هذه الفرصة ليوجه نداء للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين إلى الاستثمار في البرازيل مشيرا إلى أن الرئيس البرازيلي يولي اهتماما خاصا للجزائر. وبلغة الأرقام قال السيد ميغال أن مستوى التبادل التجاري بين الجزائر وبلده تجاوزت 3 ملايير دولار السنة الفارطة وصنفت البرازيل في المركز الثامن ضمن زبائن الجزائر حيث قدرت الصادرات البرازيلية نحو الجزائر السنة الفارطة 632.5 مليون دولار مسجلة ارتفاعا بنسبة 26 بالمائة مقارنة ب501 مليون دولار سنة2007 حيث يتصدر السكر،اللحوم الحمراء والزيوت النباتية المواد المستوردة كما ارتفعت الصادرات الجزائرية نحو هذا البلد ب11.7بالمائة منتقلة من 2.24 مليار دولار الى 2.5 مليار دولار. وتترجم هذه النتائج حسب الوزير البرازيلي فائضا في الميزان التجاري قدر ب1.9 مليار دولار لصالح الجزائر سنة 2008 مقابل 1.7 مليار دولارسنة2007. وتشكل المواد الأولية 35 بالمائة من الصادرات البرازيلية نحو الجزائر سنة 2008 مقابل 65 بالمائة من المواد المصنعة حيث عرفت صادرات المواد الأولية ارتفاعا ب74.3 بالمائة والمواد المصنعة ب9.8بالمائة مقارنة بسنة2007. وفي سياق متصل ذكر السيد ميغال أن واردات البرازيل من المنتوجات الجزائرية السنة الفارطة بلغت في 31.8 بالمئة من المواد المصنعة و68.2 بالمائة من المواد الأولية، أي ما يمثل ارتفاعا ب56.6 بالمائة بالنسبة للأولى وانخفاضا ب1.5بالمائة بالنسبة للثانية مقارنة بسنة 2007 ويتعلق الأمر بشراء المنتوجات البتروكيميائية مثل البترول الخام والنفط بالنسبة للبتروكيمياء والغاز المميع. بدوره قدم رئيس الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة السيد إبراهيم بن جبار عرضا حول مؤشرات الاقتصاد الكلي مشيرا إلى تراجع المديونية الخارجية الى3.7 مليار دولار ونسبة التضخم الى 4.5 بالمائة كما يوجد المنتوج الوطني في تطور بالإضافة إلى الموارد البشرية الكبيرة والإمكانيات الهامة للاستثمار في قطاعات السياحة،الصناعة والتعليم العالي. واستعرض هذا الأخير مختلف الفرص المتاحة للاستثمار بالجزائر ومناخها المناسب لإقامة شراكة حقيقية بين الطرفين.